تقف اللغة عاجزة إزاء إنسان يسفك دمه دون مبرر.. هذه الجريمة البشعة التي طالت رموزنا الواحد تلو الآخر في مخطط خطير جداً محاولين من خلال ذلك تدمير العراق عبر تجريده من أعلامه
أن استهداف الكاتب والأديب المعروف قاسم عبد الامير عجام ، هو استهداف للثقافة الوطنية العراقية برمتها، لقد خسرنا مثقفاً وإنساناً كبيراً وناقداً مرموقاً عرف بقلمه الجريء الذي كشف عيوب ثقافة النظام الاستبدادي المباد ورموزه التي تسلقت ظلماً وعدوناً الثقا ...
ويحك ايها التراب كيف إستأثرت بحبيب كان واحة نفيء إليها عند القحط ؟!
ويحك أيها الزمن كم كنت قاسيا وأنت تفجعنا بفقد عزيز عز نظيره !
ويحك أيها الموت ما أقساك وأنت تسدد سهام الحقد والارهاب وتسكت القلب الكبير عــن نبضه الحنون !
هل تكون كتابتي عن رحيل قاسم عبد الامير عجام مجرد محاولة لدرء الالم الذي انتابني حالما سمعت خبر غيابه،او محاولة اخيرة لايقاظ الوطن في ذكرى من نحب ومن يذهب الى الموت كي يحمل العبء نيابة عن الاخرين ،ارسل لي الخبر صديقي ..
هل سمعتم بمزارع صار كاتباً، أو بكاتب صار مزارعاً؟ نعم، هناك مزارعون كُتاب أو كُتاب مزارعون! لكن إحدى الحرفتين كانت على سبيل الهواية لا الاحتراف. كاتب محترف يلهو بالوَرْد وبالكروم، أو مزارع ..
من يعزف الآن على مسرح الزمن مقطوعة من أوبرا الثقافة بعد أن أغمض موزارت عينيه..
ياحسافة أن الفجيعة والرصاصة لايختلفان حين يعادي أحدهما الحلم..
وقاسم كان حلما ..
لم يكن ثمة من يتوقع ماحدث صبيحة أمس : أن يقتل مثقف مثل قاسم عبد الامير عجام ، في لحظة أشبه بلحظة ولوج الكابوس ،لحظة إختلط فيها الدم بالتراب و الحلم بالحقيقة حد ان الوجوه إلتبست بالاقنعة و الارواح تاهت بحثاً عن نقطة ..
اية لعبة هذه التي تتربص بنا، واية مفارقة تلك التي تجعلنا نبهت ونندهش من رحيـل واحد من اعمدة الادب في العراق، الموت قدر معلوم يقع علينا ويكاد ان يكون ..
كان حرا ابوك وكان كريما كعادته في صبره واحتماله.. حين سماك على اسم ابيه، قدمت كابتسامة الى دنيا عكرة، فبيت جدك يفتقد دفئا لطالما حماه من برد الزمن الردىء، مثلما انقطعت عنك تلويحة الحنان من جدتك التي لم تحتمل فراق حبيب العمر فلحقت به كي تخفف وحشته، كم ...