قاسم ربيع قاسم عبد الامير عجام
صحيح انك حظيت بوالد لا يمكنني اليوم الا ان انحني لقدرته على الاحتمال والصبر والالم، هو الذي تلقى الصعاب وموجات الخوف والرعب والقلق وحيدا بشجاعة تليق بابن قاسم، وصحيح انك ابن ام طاهرة كريمة، ولكنك يا قاسم لم تكن محظوظا مثل اخيك واختك، فلم ترتو من ماء زلال كنت ستشربه من يد رحيمة، هي يد جدك، كما لم تهنأ بجلسة تقاسم فيها جدك فرشة الصلاة، وتسمع منه اعذب ترتيل وارخم تكبير، لم تهنأ ايضا بضمة من ذراعيه المرتعشين رقة وحنانا، لكنك ستكون الاخطر بيننا جميعا، فانت سترث المهمة الاصعب، ان تكون جديرا بقاسم الاكبر، ليس الاسم وحسب، بل الفكرة، السيرة، الالم والامل ايضا.
ان تكون مشرعا كالنهار، ان تكون متدفقا كجداول الماء التي رعاها جدك، كالقداح الذي يغني في حديقتكم كل آذار، القداح الذي سقى اشجاره، وشذبها وكد من اجل ثمارها، ان تكون عطرا كورد الجوري الذي حمل شتلاته وانبتها وكانت وفية له.
ان تكون صابرا على الناس، حليما، شجاعا مثلما كان جدك رجلا في زمن شح فيه الشجعان الكرام، ان تكون عفيف اليد واللسان مثلما كان مثالا لنزاهة قل نظيرها، وجدية من النادر ان تتكرر في وقتنا العصيب هذا.
ألم اقل لك انك ستكون الاخطر بيننا وستكون في موقف لا تحسد عليه، فما لجدك قاسم من خصال، تكفي لحشد كبير من الطيبيين، يكفيه انه كان، بعدله وتهذيبه ونزاهته وارجحيته فكرا وعلما وادارة، محرجا لأعتى خصومه، بل انهم ما كانوا الا ليقروا بفضله عليهم.
يا قاسم اعانك الله، فانت ستحمل عبئا ثقيلا، ستحمل الاسم والمعنى.. ستكون "قاسم عجام الثاني"، ستكون الرقيق المهذب، لطيف المعشر، الوقور، الانيق، الصابر، المحتسب، الوثاب في علمه ومعرفته، والشجاع ولكن المتهمل في قراره.. ستكون مثله طيبا وابن طيبيين، فيا له من عناء ستتولى حمله، وياله من مصير، ولكنك ستسعد بان تتمثل مساره، فمسار جدك وضّاء ومشعّ وباعث على السعادة رغم قلة سالكيه ، هو مسار الحق والعدل والخير والايمان والجمال.
* رسالة الى قاسم ربيع قاسم عبد الامير عجام الذي ولد بعد اغتيال جده بأيام.