قاسم!
ايها القنديل الابيض!
لقد حسبوا انهم اطفؤوك
كما شبّه لنا
اننا واريناك الثرى
هم اعداؤك
ونحن اخوتك
وما بيننا انت ضوء يسيل
تنفذ في عيونهم كالشظايا
ولنا مرايا
تتألق في ابتسامتك
وهي انت
ايها الهدوء الابيض
في مشهد يذكر بمشاهد سينما الحركة تتوقف سيارتان أمام منزل مثقف عراقي بانتظار خروجه من منزله وابنه وعندما يخرجان تنهال عليهما رصاصات الموت الخارجة من بنادق ..
كنت كلما أراه، ذاك الرجل المربوع القامة ، صاحب الوجة البابلي الجميل ، يبتسم ، كأن وجهه محكوم علية بأبتسامة أبدية ، خلال عقدين تقريبا من السنيين حين ألتقيه . يسألني ..
لقد حاول الإرهابيون أن يقتلوا في المبدع والإنسان والمناضل قاسم عبد الأمير عجام،البراءة والصدق والنزاهة والكلمة النظيفة. فالقتلة والإرهابيون أعداء أزليون للثقافة والكلمة الشريفة. لأنهم أبناء الظلام ويعملون على إطفاء الشموع التي تضيء الطريق إلى الغد وت ...
قاسم عبد الامير عجام مبتدأ اكبر من خبره، وخبره يتشظى اطيافا عدة لاتحيط بها عين راء او ذهن متبصر تتناسل الاحرف على شفتيه كلمات عذبة وتتراصف الكلمات جملا فائقة العذوبة ،فهو ان اطال امتع وان اوجز اقنع ،وان صمت اثار العديد من التساؤلات.
بالامكان اعتبار الشهيد الراحل قاسم عبد الامير عجام واحداً من اهم الرموز الثقافية في بابل منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى استشهاده ،وان تسلمه منصب مدير عام دار الشؤون الثقافية يعني الكثير ،فلقد انيطت به هكذا مسؤولية لما يتمتع به الراحل
قاسم عجام من الاسماء المهمة في الحياة الثقافية في العراق ،وللاسف فان عملية الاغتيال تمت في وقت محرج للمثقف العراقي لاننا وبصراحة كنا ننتظر مشروعاً ثقافياً يرى النور
كانت بيننا علاقة حميمة متصلة بالادب والابداع والمبدع بصورة عامة ولكن الحزن يملأ القلوب بمرور ثلاث سنوات على استشهاده ،وبفقدان هذا الاديب المبدع فقد خسرنا بفقدانه خسارة
الانسان في افكار قاسم عجام يتقدم على كل شيء ،على كل المسميات والايديولوجيات وعلى الرغم من انه وليد الحاضنة الماركسية الا ان ظل بعيداً عن هذا الخطاب و كان يشق الطريق بعيداً عن هذا التوجه الايديولوجي والفكري الذي سقط فيه العديد من المفكرين والادباء.