قاسم عبد الامير عجام مبتدأ اكبر من خبره، وخبره يتشظى اطيافا عدة لاتحيط بها عين راء او ذهن متبصر تتناسل الاحرف على شفتيه كلمات عذبة وتتراصف الكلمات جملا فائقة العذوبة ،فهو ان اطال امتع وان اوجز اقنع ،وان صمت اثار العديد من التساؤلات. جسد ثقيل وقلب كبير وعقل متنور لم تلج الظلمة يوما اليه ولم يجد ظل البغضاء سبيلا يتسلل منه الى فراديس روحه الطافحة بالمحبة. ناقد كبير تتشرف النصوص عند تصديه لها لانه لايجامل ولا يحابي ولايتحيز الا للابداع ،لم يتكسب بنقده وكان يتهلل عندما يرى ابناء محافظته قد احتلوا الصفحة الثقافية لهذه الصحيفة او تلك في يوم ما ،ويفتخر انهم في طليعة كتاب المحافظات وعلى قدر يؤهلهم للتنافس حتى مع العاصمة ولم ينافق او يشاغب على احد منهم كما كان يحلو للبعض ان يفعل ذلك خوفا على مواقعهم المهزوزة التي وصلوها بمسح الاكتاف وفنون التملق فلا عقدة لديه من احد واروع مافيه انه يتلقاك دائما بابتسامة عذبة او ضحكة هادرة .لقد خسرناه حقا ولو ظل لنفع الجميع ومنهم ابناء بلدته التي من حقها ان تفتخر انها انجبت شخصا مثله .تعرفت على الفقيد كاتبا اثناء منتصف السبعينيات في محاضرة عن ترجمة الشعر في اتحاد ادباء بابل واتذكر اني اهديت اليه مجموعة قصائد حب عالمية فقال لي انه يريد ان يقرا شعراً خاصاً لي وعندما اهديت له ديواني المتواضع نقوش على كوفية ابي جهل وضعه على راسه الكريم امتنانا وقد هالني هذا المشــهد وهزني من اعماقي.
*تحقيق كتبه محمد هادي ونشره في صحيفة "المدى"في الذكرى الثالثة للاغتيال ،والعنوان الاصلي للتحقيق:"أدباء بابل يستذكرون قاسم عبد الامير عجام بمناسبة مرور ثلاث سنوات على استشهاده".