الانسان في افكار قاسم عجام يتقدم على كل شيء ،على كل المسميات والايديولوجيات وعلى الرغم من انه وليد الحاضنة الماركسية الا ان ظل بعيداً عن هذا الخطاب و كان يشق الطريق بعيداً عن هذا التوجه الايديولوجي والفكري الذي سقط فيه العديد من المفكرين والادباء. الشهيد قاسم عبد الامير عجام ،وهذا ليس اطراءًً ،فوق كثير من الافكار التي دخلت وخرجت ،وبقي عموداً معمارياً رومانياً بصقالته وشموخه . انه استذكار مزدوج بين الانسان الذي يتقدم على مجمل القيم التي التزم بها قاسم ولانكاد نفرق بين شطري الانسان والاديب والصفة التي يحملها من عراقية او كل المسميات الاخرى وهذه الصفات نادراً ماتجتمع في اديب او مثقف عراقي . وموضع الاعجاب بشخصية قاسم عجام هو الدمج بين المثقف والانسان، وهذه اشكالية صعبة تكون نادرة بين كبار المثقفين حتى ممن ادعو الحداثة كما هي لدى اودنيس بانتقالاته من الفكر القومي الى الديني الى الليبرالي ،ولكن رغم هذه التعددية نجد وضوحاً ومسيرة واضحة والتزاماً ليس بمفهوم الالتزام الماركسي والأيديولوجي وانما الالتزام الحياتي والوجودي فأنا لا اجد في هذه احادية او اقفال على مبدأ واحد ولكن موقف قاسم عجام رحمه الله فوق كل المسميات قبل وبعد الخطاب الشمولي والديكتاتوري بقي هو قائماً. وهذا لايعني انه التزم منهجاً واحداً كأنسان واحادياً واذا كان ماركسياً فقد تطور مع الماركسية كما في طروحات لوكاش او مدرسة فرانكفورت وكان انساناً بعيداً عن البعد الواحد وانما هو انسان متعدد ،واجده رجلاً قد جاور مفهوم التصوف فقد جمع شتات من الخطابات واستطاع ان يهضمها بفكره وانسانيته ،وأنا حزين على غياب قاسم فقد خلّف وجعاً كبيراً لدينا.
|