شعر: ناهض الخياط*
قاسم! ايها القنديل الابيض! لقد حسبوا انهم اطفؤوك كما شبّه لنا اننا واريناك الثرى هم اعداؤك ونحن اخوتك وما بيننا انت ضوء يسيل تنفذ في عيونهم كالشظايا ولنا مرايا تتألق في ابتسامتك وهي انت ايها الهدوء الابيض والحوار المتبسم حين نمسك اطرافه او يتعكر صفو الحديث إلى أي شيء كنت تصغي؟ وانت مطرق بيننا هل يخاطرك افق بعيد؟ ايها الجميل! كيف احتفظت بطفولتك هكذا؟ ببراءتها وعنادها وحليبها مداداً لصحائفك فهل تهمل العدالة قاتليك لتقتل نفسها؟ وترمي بميزانها إلى اليد التي ذبحتنا؟ يا صديقي! كم بكيت عليك في وحدتي فللشعر طريقته في البكاء وها هي القصيدة ساحبة خطوها في شحوب المساء فلنا، الآن، مزار جديد اقامت الشمس هيكله وفتح القمر نوافذه وصاغت ثرياته النجوم فتبدو السماء قريبة منا نحن الذين نعرف من يضمه هذا الضريح فهل وضعنا معه ما كان يعشقه؟ قلمه وأوراقه، ورائحة منشورة القديم انا اعرف من يزوره ابداً كل يوم احلامه...
الراحل قاسم عجام (يمين) والى جانبه الشاعر ناهض الخياط في احدى امسيات بابل
النايات التي لا ينقطع حزنها واطفالنا عندما يكبرون حينما ينخسف القمر ايها الضريح الجميل! لقد جاءك ذوو الشعر الاسود بقيثاراتهم: الصبي الذي تعلم كيف يرمي الشباك الرجل الذي اقتنص الاسود في الوهاد والنمور في البراري الشيخ الذي يحمل قوس ظهره ومنكبيه ليباركك والسومرية التي اعاد رفاقك رأسها لتقبلك ومعهم الضياء الذي كان يقضي سهرته بين اوراقك متابعاً خطوتك ايها الحبيب! عزّني...! واعطني الكلمة التي انعت بها قاتليك قبل ان ادعو الشيطان ليخبرني بها. من انتم ايها الشاحبون!؟ القادمون من تعاساتكم لتمروا عبر دمنا نحو آلجحيم ايها اليائسون! هل باستطاعتكم ان تفجروا القمر؟ او تخدشوا السماء؟ عمي صم لقد ملأ القار عيونكم وآذانكم فلن تروا غير ظلمة نفوسكم ولن تسمعوا غير ما يسمعه الغريق تحت المياه جبناء..... جبناء! ذلك ما خطه على جبينكم الرصاص الذي اطلقتموه ايها الاغبياء! الثقافة عصية على الرصاص ولكم ان تنظروا كيف تحمي الوردة نفسها فسددوا البنادق على نسيماتها في الحدائق وفي الشوارع او في البيوت هدف سهل كما يظنه فيكم هذا الغباء
* قصيدة نشرها الشاعر الخياط والصديق للراحل في صحيفة "المدى" في الذكرى الاولى لاغتيال قاسم عبدالامير عجام
|