صدرللشاعر علي عبد الامير طبعة جديدة لمجموعته الشعرية الجديدة ( بلاد تتوارى ) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر , ويبدأ الشاعر مجموعته بالرثاء بعبارة تقول ( كانت هناك حياة) ، وهو ينظر الى العراق كنصب تذكاري بعد ان أتصل الشاعر بالتيه وراح يستذكر الخوذة في الحرب والسنبلة في مجاعته , وهو يستدرج الآمل تارة ويغط في سوداوية المشهد تارة اخرى .
علي عبد الأمير: يستدرج الآمل تارة ويغط في سوداوية المشهد تارة اخرى
كيف تحول العراق الى مجرد جثث وأذرع مبتورة وسنبلة حياتها تنفرد جنوداً مهزومين وهائمين وخوذات مليئة بالغبار ؟ هذا مايسأله عبد الآمير في وقت الحرية وهو يكابد العناء في غد مطرود من شرفاته : ( كان عليك أن تفصل رأسك عن الخوذة قبل أن تبطش بالثنية التي جعلتك شجاعاً كان عليك أن تنسى خوذة غطت سماءك قبل أن تنام على صخرة يغني تحتها الهواء أوهمتني بأنك قادر على النسيان لماذا عدت أذن والخوذة تحجبك عن كتف مبللة بدموع جندي أعزل ؟ ) وهذا مايفعله في سيرة شعب او سيرة حرب في بكائيته التي جاءت عنوانها وتركت اضيقها على بلادي ( الموجه الى أخيه ( قاسم ) بعد ان أ دماه الرصاص وتبلل بالصمت الكئيب لينام في مقبرة السلام متسائلاً فيها عن العدل . وعن رد الجميل لمن قال بأن الحقول تتسع للجميع ( غاب الجميل وعلت في البلاد سماء من توابيت طاب البكاء في الثنايا وطافت فوق بيتك الحمامات النائحات والحبر نادى بعضه في صحفك ونزل أسود مسفوحاً على منضدة ضاقت لياليها بفكرتك ومتجها من الخاص الى العام أعتماداً على أن المصاب العراقي مصاب واحد دون ان يشير الى جهة بعينها مادام صوته الكربلائي يتهدج ببكاء عام على كل البلاد التي يشبهها بجنائن الموت المعلقة ثم يقول : ( بلادك أيها المجنون وان ضاقت أرضها بوردة بلادك ايها المفتون وأن نذرت في قلبها اغنية تواسيك أيها العابر الوحيد, بلادك أيها المثخن بجراح الامل بلاد ثم لحنك السوناتي الحزين ثم بلادك . ويستذكر عبد الامير قرنفل الكرخ والندى الطالع من الصلاة الفجر وأحلام المشردين العراقيين في مدن العالم في ميلودراما مؤلمة تستعرض أخطاء العراقيين كافة لتعود مرة اخرى الى حبة الذي يسميه كأنه النوم في سرير ارهابي ذائقاً علقمه ومكائده وفتاته بين رفيف الشمعة وموعد الندم : أي حب وعشب سريري جاف ورائحة حمامي من ( نيفيا ) حلاقة وجهي ؟ هذا ليس قرين الوجد ولا الغناء الحزين هذا ليس دفق الدموع ولاطلة الآمل هذا حب لاموسيقى فيه هذا حب جدير بالمكائد ويذهب الشاعر عبد الأمير الى قصيدة التفاصيل متلمسا المهمل حين تطرح القضايا الكبرى محتفلاً بها كبكاء الامهات قرب النوافذ وضياع وقت الاغنية واختفاء الفساتين القصيرة وغياب روائح الفصول وغيرها من الومضات الملتقطة في وقت الرصيف الشخصي .يذكر ان الشاعر علي عبد الآمير ولد في المسيب بمحافظة بابل في العام 1955 ودرس الطب البيطري وله من الاعمال : كتاب في نقد الموسيقى والسينما وثلاث مجموعات شعرية هي ( يدان تشيران لفكرة الألم ) و (خذ الأناشيد ثناء لغيابك ) أضافة الى مجموعته الجديدة ( بلاد تتوارى).
*متابعة نشرت في صحيفة " الصباح الجديد" البغدادية