علي عبد الامير في تقرير ولقاء متلفز لوكالة انباء رويترز

تاريخ النشر       23/11/2009 06:00 AM


              العراقيون في الاردن ممزقون بين امال ومخاوف الحرب

عمان (رويترز) - يعبر علي عبد الامير الجندي العراقي المنشق الذي تحول لكاتب معارض عن الولاءات الممزقة للعديد من العراقيين في المنفى في الاردن اذ يخشون الحرب لكنهم يتطلعون بأمل لما قد تأتي به.
وخدم عبد الامير على الحدود العراقية مع الكويت في حرب الخليج عام 1991 لكنه فر قبل تسع سنوات الى الاردن حيث يقيم اكثر من 150 الف عراقي حاليا.
وقال عبد الامير (48 عاما) والذي يرأس حاليا اتحاد الكتاب العراقيين في الاردن "اشعر بالرعب من فكرة الحرب لاني اعلم انها تعني ان جثث القتلى سترقد منسية في الشوارع والخنادق."
ويضيف "لكن اذا نشبت الحرب وادت الى تغيير النظام فانا اعتقد ان العديد من العراقيين في الاردن سيعودون الى ديارهم." وهو كذلك يفكر في العودة.
ويأمل العديد من العراقيين في الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لكنهم يخشون ان يكون ثمن ذلك باهظا من الضحايا المدنيين.
وهم يذكرون عواقب حرب الخليج عام 1991 عندما شجعت واشنطن العراقيين على التمرد ضد حكومتهم ودفعت الكثيرين لتوقع دعم عملي لم يأت على الاطلاق. فقد سحقت قوات صدام الانتفاضات بردود انتقامية عنيفة.
وبدأ اللاجئون العراقيون من طالبي اللجوء السياسي او الفارين من الاوضاع الاقتصادية المتردية في العراق يتوافدون على الاردن بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 الذي اسفر عن عقوبات اقتصادية صارمة تسببت في ازمة انسانية.
وتحولت عمان الى ملاذ للشعراء والرسامين والكتاب ورجال الاعمال والباحثين عن عمل من العراقيين.
وعكست لوحات الفنانين التشكيليين العراقيين التي ملأت صالات العرض الاردنية مرارة النفي ومعاناة الحرب. ويغني المغنون العراقيون في الفنادق والمقاهي انتظارا للموافقة على هجرتهم للغرب.
لكن لم ينعم كل العراقيين بهذا الحظ. اذ يتجمع اللاجئون وكثيرون منهم معدمون تقريبا في ميدان الهاشمية في قلب عمان القديمة قرب اثار المسرح الروماني القديم.
وتجلس النساء العراقيات من الشيعيات متشحات بالسواد طوال النهار على الارصفة القذرة المزدحمة يبحثن عن أي شيء من السجائر الى اللعب. ويعمل الرجال في ظروف صعبة للغاية باجور منخفضة.
ويتجمع اللاجئون ويأكلون في مطاعم عراقية صغيرة في ميدان الهاشمية تقدم الكباب والشاي والخبز.
ويرحب بعض المغتربين العراقيين علنا بالعمل العسكري الامريكي.
وقال منشق من الجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه خوفا من تعرض اسرته للانتقام انه متحمس لشن الامريكيين لحرب على صدام.
وقال وهو يسحب نفسا من سيجارته في وسط عمان "فليأت الامريكيون. اننا نأمل ان يخلصونا من صدام ونظامه القمعي. فقد عانينا بما فيه الكفاية."
لكن يقول اخرون ان التدخل الاجنبي دفعهم لمساندة صدام. والكل يعرب عن قلقه من عدم التيقن الذي سيعقب الحرب.
ورغم ان المشاعر المناهضة للامريكيين تتصاعد في مختلف ارجاء العالم العربي الا ان العراقيين يشعرون بعداء اكبر تجاه الدول العربية التي يقولون انها تخلت عنهم منذ ازمة الخليج عام 1990. ويتوقع البعض رد فعل ضد الجاليات العربية في بغداد.
وقال هادي عزيز (45 عاما) العامل بمطعم وهو من مدينة النجف في جنوب العراق "اذا نشبت الحرب فان اول من سنحاربهم ان شاء الله هم العرب لانهم حاصروا شعب العراق كل هذه السنين."
 
 
علي عبد الامير في عمان 2001
 
ورغم انهم على مسافة مئات الاميال من العراق يخشى اللاجئون ان يكونوا مراقبين من قبل قوات الامن العراقية على الاراضي الاردنية.
فقد سحب رجلان صابر كريم بعيدا وهدداه بعد ان تحدث في ميدان الهاشمية ضد حكم صدام في الفترة الاخيرة. وقال كريم انه فر من العراق عام 2000 لتجنب الاعدام وهو المصير الذي لقيه 12 من افراد اسرته.
ومن بين العراقيين المقيمين في عمان من يدافع عن صدام. فيقول سائق سيارة اجرة ذكر ان اسمه علي "اي شخص ينتهك قوانين الدولة يجب ان يعاقب. صدام كان طيبا معنا."
ويشكك العراقيون في تأكيدات المسؤولين الامريكيين بان الحرب ستأتي بالديمقراطية للعراق والعالم العربي.
ويقول عبد الامير "منذ عقود لا يشهد شعب العراق سوى تيار فكري واحد. سيحتاج لسنوات ليحرر نفسه من هيمنة النظام ويتكيف مع2 الاساليب الديمقراطية."
من وفاء عمرو
5 آذار 2003


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM