هذا عزف على أوتار روح امرأة قرأت ديوان شاعر أغوتها فيه فضيلة الإبداع فرفت أجنحتها الطويلة في سوح أفاقه الحالمة المتمردة بين حزن عتيق أصيل كأصالة روحه العراقية الصادقة وإلام وجروح واشتعال لمشاعر مضيئة حد الإبهار والبكاء النبيل الذي تغتسل بقطره الملائكة فمن خوذة الألم وشهقة الحنين والحزن الشفيف وقلب يتفطر كما الأرض الخصبة العطشى للأحبة والوطن يرتل علي عجام في حدائقه السحرية ويكتب بإبداع العشاق الشجعان والمتمردين وفرسان الكلمة الراقية المهذبة يستدرجك في القراءة ويأخذك مذهولا بعمق المفردة وسحرها وجاذبيتها متابعا بضوء من الصدق يشدك إليه ويحنو عليك تقرئه ويقرءاك في موجة صاخبة من الدمع والأنين تتجول معه في مجرة يبتكرها هو مجرة من السحر والضوء والوسن واليقظة الحزينة وإذ تغفو بين راحتي ضفافه المتدفقة يوقظك بعد حين على أنينه النبيل وهو يتأمل نهرا خجولا من إحزاننا ورمادنا أو تكون معه وهو يوقد شموعا في غرفة هادئة تمارس الموسيقى سطوتها وحضورها الناعس في روحه وإذ يستفزك نادما في قصيدته المهداة إلى قديس المسرح جواد الاسدي نسند بعضنا في الندم أو نختبر الأمل في ثنايانا لكنني أضعتك إلى الأبد غبت عني في الحرب تهرول وخلفك أغنية مجروحة تذكرت ضآلتنا في المجاعة تبددت أرواحنا في الحرائق الحرائق التي جعلتنا مأهولين بالبلاد فقددنا للمدن وهي تنال حصتها من الغياب واكتفينا من الأمهات ببكائهن قرب النوافذ
علي عبد الأمير(كاميرا د .علي زيني)
حين تتناثر الخوذات والرؤوس الوديعة التي اختزنت أحلامها البسيطة وراحت تتدحرج في رمال النسيان إذ تطويها ارض لطالما طوت الكثير وإذ يبكي علي بحرقة القائد الشجاع الذي كانت المعركة تفرض عليه دمارها وهو ينظر إلى ذراعه وقد عجزت عن انتشال رؤوس شتتت ضجة الموت وإعصاره فيها القوه لانتشالها ترى ألصوره وقد بدت مثل كابوس يطارده لسنين طويلة لتترسب حزنا ثقيلا كرصاص حط في شرايينه الرقيقة المفعمة بالعاطفة والصدق لا من باب التبرير بل هي القراءة الصحيحة لمعنى إن يكون الإنسان شاعرا ومزدحما بالمشاعر والهواجس والحدس الذي غالبا مايوكون قويا حد النبوءةو الحدس الذي يغلب على الشاعر وهنا اعني الشاعر الحقيقي مما يجعل أحيانا من غزارة الصور الشعرية التي تبدو وهما أحيانا لدى البعض ماهي آلا حدسا بما سيجري وهنا تكمن عبقرية الشاعر الحقيقي الذي يحدس بالات للإنسان في أي مكان دون تحديد إما تراتيل حزنه على أخيه الذي اغتيل في غفلة من زمن لم يعرف فيه وطن كالعراق كيف يحافظ على أبناءه الحقيقيين في زمن تناسلت فيه قبائل السراق واللصوص والقتلة لتترك فينا ذهولا مخيفا وتساؤلا كيف جرى كل هذا وكيف احتملنا ماج قرى وهل بقينا أسوياء كبشر بعد إن رأينا كل شيء: ناح الجمال عليك وانكسرت غصون الياسمين أتراك أطلقت حسرة وهم يهرعون ببنادقهم إليك هل تملك اليأس قلبك الذي غفت فيه الملائكة اهو من العدل إن نفترق ونحن في أجمل الكلام أكان من الضروري إن تشمل عيون الغد كي يهدينا الطريق إلى العراق مراسم قاسم عجام كنور حملته الشهب الغزيرة كغيره من شهداء العراق الذين شح بهم الزمن علينا كان لعنة الحرمان للجمال تلاحق هذا الوطن الذي غزته قبائل الخراب والحقد وليعمر في قلوبناحزن نورثه لأجيال ستأتي مادام هناك لصوص مارقون يسرقون ذخيرة فرحنا للغد وأولادنا الطيبون لازال مشروع إبادتهم قائم يأخذني علي عجام إلى كربلاء لأرى طفوفا جديدة جفت فيها شفاهنا أو برحلة إلى وادي السلام الذي يختزن ذكرياتنا ويحتضن أحبتنا ومن كوة وجعه يفتح لي بابا لرؤية الجمال في نظرته وفلسفته للحب والصداقة و الرفقة فيؤنسك بأيام كان لها جنونها وروعتها فمن مقاهي ألوزيريه إلى حدائق بغداد وأشجارها وأحلام ساحات ألجامعه يرافقه رعب غامض يقراه الشاعر بإحساسه بان شيئا ما سيحدث حتى صار الموت يباغت لحظاتنا ويأخذ منا مايريد من هداة وتامل ورغبه في احتساء البهجة وانتظار الأمهات وصلواتهن ودعائهن المخضب بالدمع والرماد سنين مرت حولت الحرب فيها والطغاة بلاد مزدهر بالخير والبساتين إلى أكثر البلدان جفافا وموتا وخرابا وقسوة لكنه يبعث الروح ثانية في هذا الخراب ويتحداه غير إننا لن نتوقف ثانية عن الطيران فوق مدينتنا وان كنا بأجنحة مموه وفي رقة روحه وشفافيتها تكتشف فيه العاشق الذي يتدفق كرما وعذوبة ورجولة تبدو مفرطة في ثنايا قصائده حشد من الأنغام أرعاه في غرفتي ضوء الشموع في أنامل امراءتي وهي تطارد فراشة أخفيتها ذات يوم في كتاب حين تتعب لاباس تزيل من ردائي ما سقط من أخر ألكاس تظل تقبل عيوني ترعى رفيق الشموع ترقب الفراشات ولا تتعب إما المنفى فقد اخذ منه مااخذ من هداة وبهجة فالعراق يسكن فيه ويأخذ منه كل مافيه من وجع وإلام وانكسار اهتمامه وولعه وانشغاله فهو الوطن والأحضان رغم مااخذ المجرمون منا ومنه سيظل في قلب علي عجام وروحه مليئا بالجلال والهيبة ورغم جرح ناغرفي القلب فهي بلادك أيها المنفي في ارض لاتعرفها حيث بقت روحك هناك مع أحبتها وجسد لم يعد يطيق غربته في داخل كل واحد منا منفى لم نعد نحتمله رغم إن مدينتنا تجرجر كرة حديدية ثقيلة وفي اقدامنا أصفاد كثيرة رغم إن حياتنا تشبه فولاذا مطروقا يسقط على صخرة مسطحه وقاسي لا نستطيع إن نتمايل مع لحن بعد منتصف الليل ومع أنين المنافي في الداخل والخارج ومع سطوة حزن مستبد ورقي المشاعر ونبلها وذهول من يصدم بأقرب الأصدقاء وذكريات المدن العالقة كعسل يعيد المنفيون التذوق به عبر المسافات الحزينة التي تفصلهم عن منابت طفولتهم ومحفل عبثهم الطفولي البرىء وذكريات المدن ونساءها من صميم رجولته كشاعر ورجل حقيقي تكون فيه المرأة محور اهتمامه فهي الوطن الصغير الذي يحتضن جزئياته في خضم هذه السيمفونية المدهشة رحلت مع علي عبد الأمير عجام رحلة السحر والخيال وكان يقودها بمهارة الإمتاع حد إنني لاالبث إن أعيد قراءته بمزيد من التركيز والدهشة أنها لغة حديثه مجدده يكتبها بلون العصرواناقته يبدد فيك رتابة ماقرات لغيره يشعرك انك تقرا لغة عالميه همها الإنسان وهاجسها رغم انك تشم عبير العراق وبغداد والحلة والديوانية وهذا هو سر العبور وشفرته للكاتب والمبدع فمن الهم الخاص والمحلي ينطلق بك بذكاء إلى الهم الإنساني في قصائد علي عجام تكامل النص وروحه الحية الاخاذه وطاقة الفكر الهائلة مع حس عال يفوق الإدراك في أحيان كثيرة حتى لتشعر إن للشعر ملائكة وعشيرة وأقرباء من كواكب أخرى يأتون بصور رائعة الجمال والصدق ويخصون به الشاعر المعجون من طينتهم والمفخور بضوئهم إذ إن الخزين الثقافي الهائل والمختبئ خلف هكذا لغة قد تزاوج برغبة شديدة مع موهبة فذة تعرف إمكانياتها لتنسج هذه القماشة الرائعة من الإبداع والتميز سارية بهدوء مع نزق الشاعر وثورته وتمرده لتخرجك بنتيجة إن الشاعر الحقيقي ثائر من طراز رفيع هو ذا علي عبد الأمير عجام ابن العراق ورضيع دجلة والفرات وربيب ثقافة وفكر أصيل وراقي كيف لا وهو الشاعر والأديب والإعلامي الكبير والطبيب الناجح والعراقي الأصيل الذي يحمل العراق في قلبه ووجدانه ويقيني إن من يحب العراق ويخلص إليه لايخسر بل هو الرابح الوحيد فللعراق حضوته عند الله ووجاهة عند أنبيائه سيكون لعنة تحل على اللصوص وبركة تغمر عشاقه وعلي عبد الأمير عجام عرفه العراق عاشق كبير لأهله وأرضه ولذا فهو منارة كبيره يعتز بها العراق وأهله ويفخر.
* سلامة الصالحي شاعرة وناشطة نسوية من الديوانية |