المدينة ....

تاريخ النشر       16/11/2014 06:00 AM


هادي القزويني*
 
 إلى علي عبد الأمير ونفسه الذهبية ....

صباحها قاحل وبريء
يخرج الفتى من عرينه ملطخاً بذكريات
ووجع
يهب لنجدة الوقت المتكاسل على أرصفة
النهار
الحمام – متعكر المزاج – يدخل أعشاشه
في الصباح
ولا يغادرها ... حتى الحلم
كاد الفتى – وهو يلهو بأغنية بدوية
أن يمزق السأم عند التقاطعات الحمر
لكنه تريث قليلاً
حتى تسودّ الطرقات من آثار المارة
يرفع يده (القصيرة دائماً) نحو
الأعشاش
فيتلمس هواء بارداً ...

***
 

تخذله المدينة هذا الفتى
أراه من فرجة عبر المدى المتراكم
خائراً ... نزق الآهة
ولعلي أتوهم شكه
أو حين يزفر بأغنيته الباهتة
مدان بنفسه إثر غبار النكسات ولهو
الأشباح –
يضمد خزفه
وينتحي جانباً
على حمامة تتوق إلى يده
فينوح لها
أو يغادر إلى عرينه سابحاً
بالذكريات والوجع

***

قد تبدو
وهي المدينة – النهود
شاردة الذهن
تنقب في جلد التاريخ عن ماضٍ
تتشبث بقلائده ...
كثير منا – برغم جزعه
يضيف لها نكهة من فرشاته
وهي تمتصنا
وترمينا بالتجهم والعبوس
أيادينا حفرت بسمة لها
نظنها – أحياناً – مرفأنا
وما هي إلا ما قل من الخير
ونحن الدهاة
نمرح في طرقاتها السوداء
بلا حمام ولا ماء
نراقب فتيتها
من العرين إلى
العرين ... يابسين
وعلى أعتابها
نفرغ كنوزنا ...
صاغرين

* شاعر من العراق – يقيم في عمّان والنص نشر في "القدس العربي" 12-6-1997



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM