من افتتاح فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013- ا ف ب
وغيّب الموت بلندن، الفنان العراقي المعروف ناظم رمزي (1928-2013)، صاحب الابداعات المتنوعة، فهو مصور فوتوغرافي، ومصمم فني، ورسام، واحد اهم المختصين في الطباعة في عموم المنطقة العربية
وفي بريطانيا ايضا رحل "ابو تأريخ الادب والنقد" العلامة العراقي يوسف عز الدين، عن عمر ناهز ال91 عاما، والفقيد اديب كبير، وناقد بارع، وشاعر وقاص، واستاذ جامعي متميز وامين سابق للمجمع العلمي العراقي.
وتوفي في احد مستشفيات العاصمة الاردنية عمان، المؤرخ العراقي الدكتور حسين امين عن عمر ناهز الثامنة والثمانين عاما، بينما ودعت جامعة واسط (جنوب العراق) عميد كلية الآداب فيها، الشاعر والناقد والمفكر رعد طاهر كوران.
سيرة الموت لمبدعين عراقيين بدأت مبكرا العام 2013، ففي اوائله وبيوم واحد، رحل القاص والروائي فهد الاسدي والشاعر هادي الربيعي. مات اليوم ببغداد القاص والكاتب الكبير فهد الاسدي الذي رفضت الامانة العامة لمجلس الوزراء علاجه خارج البلاد، وقابله في الطريق الى الله، الشاعر الرقيق هادي الربيعي بمدينته كربلاء، وجاء رحيلهما شهادة اخرى على انحطاط المؤسسة الحكومية العراقية والنقابية المهنية ايضا.
وكان صباح السبت 3-8-2013 ، صباحا مرعبا آخر من صباحات "عراق المآتم والخسارات"، كان الذي حمل خبر رحيل القاص عبد الستار ناصر في منفاه الكندي.
و صدم اقليم كردستان بالرحيل المفاجئ لأحد أهم مفكريه وكتابه، الصحافي والسياسي المعروف فلك الدين كاكائي. بعده بايام رحل أبو الشعر الكردي المعاصر، شيركو بيكه س (1940 ـ 2013) في إحدى مستشفيات العاصمة السويدية ستوكهولم، ليدفن بحسب وصيته في حديقة عامة بمدينة السليمانية.
لا مكان للمفكر الآلوسي في بلاده
وبصمت بارد ينم عن قسوة وفظاظة، اعلن في بغداد، عن رحيل المفكر العراقي الكبير الدكتور حسام الالوسي استاذ الفلسفة بجامعة بغداد عن عمر ناهز الـ 77 عاما، بعد معاناة مع المرض الذي داهمه خلال السنة الحالية، وظل بعيدا عن اعين المهتمين بالشأن الثقافي او العلمي، على الرغم من انه كان في حركة دؤوبة ويشارك في المنتديات، فضلا عن انه اسم لامع في مجال الفلسفة وقد تخرج المئات من الطلبة وطلبة الدراسات العليا الذين اصبح البعض منهم زملاء له، ويؤكد العارفون بفضله ان اسمه محفور في ذاكرة اليونسكو والعالمين العربي والاسلامي بنتاجاته الفلسفية الكبيرة، مثلما محفور في الذاكرة العلمية العراقية كواحد من الفلاسفة الكبار.
كل هذه الروايات "الوطنية" العراقية
صاحبة "الحفيدة الاميركية" الروائية انعام كجه جي ، تتقصى الطريق الى عراق اخر عبر رواية "طشّاري" الصادرة من "دار الجديد" ببيروت، حتى وان تحول مواطنوه إلى "طشّار" وهي مفردة بالعراقية الدارجة، تعني ما صار متناثرا يصعب جمعه.
عن دار التنوير في بيروت تصدر "منازل الوحشة" الرواية الثالثة لدنى غالي، الروائية والمترجمة العراقية المقيمة في الدنمارك. وهي تنويعات عميقة على ثنائية الوطن- المنفى.
ويكتب صاحبة رواية "طفل السي ان ان "، ابراهيم احمد في "ليلة الهدهد"، حكاية اليسار العراقي بتألقه وانكفائه.
ويرسم القاص والروائي عبد الله صخي ملامح مدينة "الثورة" الضاحية الفقيرة ببغداد، في المرحلة التي أعقبت الإطاحة بعبدالكريم قاسم 1963، ومطاردة الشيوعيين والتنكيل بهم وقتلهم واعتقالهم، عبر احداث روايته الثانية " دروب الفقدان" الصادرة عن دار "المدى" ببغداد.
ومن جيل الكتابة الروائية الاحدث في العراق، يكتب احمد سعداوي "فرانكشتاين في بغداد"- منشورات "الجمل" في بيروت، "يقوم بائع عاديات بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الارهابية خلال شتاء 2005. ويقوم بلصق هذه الأجزاء لينتج لنا كائناً بشرياً غريباً، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذين قتلوا أجزاءه التي يتكون منها".
ويقدم الروائي والقاصّ شاكر الأنباري في عمله الروائي الجديد "بلاد سعيدة" مفارقات الهارب من بلاده التي تخنقها "الديكتاتورية"، ليعود بعد الم وهجرات ونفي ومكابدة الى بلاده "الحرة"، ليجد الخراب وقد غدا فسيحا.
بغداد: اي عاصمة للثقافة؟
لم يكتب مثقف عراقي، بوضوح صادم عن " بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013"، مثلما كتب الشاعر هاشم شفيق العائد الى عاصمة بلاده، بعد عشر سنين على سقوط النظام، ليجدها وهي "بهذا الحجم الهائل من الخراب والدمار والتآكل الذي ينخر في شكل ممنهج ومنظم، مفاصل الحياة العامة". واهمية تلك الكتابة جاءت من خلال مشاركة صاحبها في الحدث: حفل افتتاح بدا وكأنه اقل من نشيد مدرسي ساذج في حب الوطن.
وما يخلص اليه الشاعر شفيق "من هنا، فبغداد اليوم ليست عاصمة للثقافة العربية 2013، بل عاصمة للكراهية والإقصاء والخوف والقلق والسرقة والدم والبغضاء " يكاد يتفق بشأنه كثيرون من مثقفي العراق داخل البلاد وخارجها، "إنها كذبة كبيرة، أن تكون بغداد عاصمة للثقافة العربية، فالثقافة الآن هي في أيدي أناس يجهلون كلمة الثقافة ومعنى دور المثقف. إن من يتحكم بدفة الثقافة العراقية الآن هم ثلة من الحزبيين الاصوليين الذين جاء بهم الاحتلال والأحزاب الدينية المتطرفة الموغلة في حس النبذ والإبعاد لكل ما هو تقدمي ومتنور وحضاري".
نشرت في صحيفة الاخبار اللبنانية