الى اخي قاسم في ذكرى اغتياله الرابعة
سأقاضيك سأحلم بالمتبقي منك لن تردعني عن هذا أنت نبضي ،وأنا مجروح بك أنت تاجي ،وانا معزول بسببك أنت موج الطين على عشبي وأسميك جفافي أنت الخطأ في لغتي وأسميك بلاغتي أنت ما اجتمعت عليه الأخطاء وفيك كانت فداحة صوابي أنت بداهتي وانفتاح جبهتي ورقّة يدي على كتف اغنيتي أيها النائح الوحيد فكّ عني وثاق الحنين لا اريد طينك ولا خرابك الغريب ،انني وجدتك متربعا على مهجتي فيما قصدت شحة السؤال عنك يا أخي :روعتني وأشقيتني والسقم منك أرّخ حياتي فدعني اخيرا دع اغنيتي وندمي ،ودع التراب على جبهتي خذ عني ما اورثتني خذ اسمي خذ البكاء -طيب-خذ ملامحي خذ الغروب المرتجف في عيوني خذ الدفء الذي به ارتويت ومنه عذبت ثماري دعني امشي على الجليد ، دعني اشم هواء البحر أو ارتقي سلالم الحجر حجر كثير هنا وبسببه تلهث انفاسي. "معك او بدونك" هكذا سمعت الاغنية في رحابك هكذا اغويتني واوهمتني وقذفت بي الى المنسي فيك الى المضمر فيك الى خرابك. اوهمتني بالروضة تلو الروضة بالسكينة وازار امي الازرق بطحالب الجنوب في اغنياتك اغويتني بفطرة موسيقاك ورحابة ايقاعك لكنك ابقيتني انحت في قرميد عزلتك وادور اعمى في ناعورك يا اخي كشفت عورتي واسلمت مصيري لقطعان ثيرانك يا اخي اخرستني واعدت الصرخة الى قبو جمجمتي فخذ سجلات حروبك خذ دمك خذ زفرة التراب التي سممت حياتي خذ غفوتي وقد اطلتها في الملاجىء خذ الركام الذي وهبتني،خذ العزلة والرغيف خذ ثمرتي الناضجة وعطر السوسن خذ الكلام خذ اللغة التي ابتكرت خذ الوصايا خذ شكل الوقت وتعال بطوفانك خذ ثنية ركبتي على ترابك خذ ارتعاشة يدي خذ المستقبل الذي جثم على حياتي خذ سماءك الخفيفة وخذ ارضك الثقيلة يا اخي دعني الهو بتشذيب اشجار بيتي مثلا والتقط صورا لمقاعد في انتظار العابرين لا اريد صخبك لا جلبة الساقطين في هاوياتك ولا صراخ الصاعدين الى عليائك مللت يدي وهي تزيل الصدأ عن نحاسك انا ليل صار طوع نعاسك انا ثلج في حقول انتظارك بردت شعلة موقدي وفجري تكسرعلى عتباتك قلب اخي الاخضر رمادك جبهته ،وقد مسها ضوء الله حفرها رصاصك ....... ....... ....... يا سيدي اشقيتني وأرّقت حياتي خذ اسمالك من حقائبي وارفق بي من صخب ايامك انت بقصد تضليلي فيما انا على وشك الفناء قرب برهانك يا اخي ... تكفيني هرولة في براريك كف عن اقصائي الى صمت هو افتقاد خفقة من جناحك فقد امتلأت حياتي بالاشرعة وهي تطوى يكفي انني رسوت كثيرا واضعتني في كل مرة واغويتني في كل مرة وأسرتني اذرع مدينتي صدأت عليها اقفالك يا اخي روعتني ما المنفى ان لم يكن يتمي بعدك اين اذن وعدك :المنفى لم تعد بحاجة اليه ما الأمل المكسور الجناح ان لم يكن قلب البلاد وهو كسير في غنائك ؟ ما الفرح ان لم يكن نهارا من حمامات تحط في باحاتك قل لي كيف بفجري وقد ثقل على كتفي ....نعشك؟ وكيف لي ان اشدو عدلا والميزان اختل بموتك؟ امهلني بالله عليك كي لايجف في دمي ...غدك عمّان-واشنطن 1995-2007
*اغتيل المفكر والناقد قاسم عبد الامير عجام في 17 ايار 2004
النص نشر في صحيفة "الصباح" البغدادية" 2008
|