نقد فني  



سافو : عمل دائب بين الموسيقى والشعر والرواية لنقل رسالة انسانية

تاريخ النشر       16/01/2011 06:00 AM


عمّان - علي عبد الامير
المغنية الفرنسية، سافو، أسم يعبر عن ظاهرة لتعدد المواهب في امراة واحدة، فهي مطربة وشاعرة وروائية وناشطة عبر موهبتها الادبية والفنية في التذكير بقضايا مثير للجدل بين مجتمعات معاصرة : الفقر ، حقوق الانسان ونضال النساء من أجل المساواة .
وغناء سافو ينطوي على ملامح شديدة التباين والاختلاف، في مؤشر على حيويته، فهو يبدأ من الروك المعاصر، ولا ينتهي بملامح شرقية ومغربية وعربية كالتي مثلتها اعادة تقديم رائعة ام كلثوم "الاطلال"، وتسجيل اسطوانة عن غناء "الشيخات" في المغرب .
وكان اهتمام سافو بالجانب العربي والمغربي تحديداَ، قائماَ على أصولها المغربية، فهي ولدت لأبوين يهوديين في مدينة مراكش المغربية عام 1950 قبل ان تتخذ القرار بالهجرة الى فرنسا بعد استقلال الدولة المغربية والاقامة في مدينة ( ليون ) شمال فرنسا، وبعدها بعامين تذهب الى سويسرا للدراسة .
عادت سافو الى فرنسا وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وبدأت دراسة الفنون وتلقت تعليماَ خاصاَ من المخرج المسرحي الفرنسي المعروف انطونين فيتز، وبدأت لاحقاَ عروضها الغنائية والموسيقية الصغيرة حاملة غيتارها وهي تتجول بين مقاهي باريس، ودخلت علاقتها بالموسيقى مرحلة مميزة بعد معرفتها لأحد الموسيقيين الفرنسيين : هيرفي كريستياني .
كانت سافو في مقتبل عمرها تحمل اسمها الاصلي ( بيرغامو )، وغيّرته لاحقاَ الى سافو تيمناَ بالشاعرة الاغريقية سافو، وجاء الاسم متزامناَ مع صدور اسطوانتها الاولى عام 1977 التي فشلت تجارياَ غير ان النقاد اتفقوا على انها تحمل مؤشرات موهبة جديدة واسلوب أصيل لصاحبتها .

الفرنسية سافو: غناء وصحافة ورواية ونشاط فكري من اجل الحرية

عملت سافو أيضاَ في الصحافة، وكانت مندوبة لمجلة فرنسية من مدينة نيويورك التي قضت فيها سنة، لكنها خلال تلك الفترة لم تقطع علاقتها بالموسيقى، فكانت لها حفلات خاصة وأخرى ضمن مجموعات كانت تقدم اغنياتها في "مترو انفاق نيويورك " .
وفي لندن سجلت اوائل الثمانينات اسطوانتها الثانية، وفي عام 1982 كانت تمضي خطوة بارزة مع نشرها روايتها الاولى، وتواصل عملها الكتابي السردي لاحقاَ ليصل الى خمس روايات .
وفي عام 1985 خطت سافو خطوة مهمة أخرى في عملها الفني حين كانت اسطوانتها الجديدة قد بحثت في جذورها الانسانية والثقافية المغربية الملامح . لتتوج ذلك بتأثير ميولها بالغناء العربي ممثلاَ باغنية أم كلثوم "الاطلال" التي قدمتها لاول مرة في فرنسا 1986 .

سافو تغني "موعود" لعبد الحليم حافظ بحسب طريقتها الخاصة
 
واقتراب سافو من القضايا الثقافية العربية قادها لاحقاَ الى الوقوف الى جانب القضايا العربية القومية ومنها قضية فلسطين، فهي ألتقت ياسر عرفات اثناء زيارة رسمية قام بها الى فرنسا عام 1989 وأهدته قصيدة خاصة .
وحين قدمت سافو اغنية "الاطلال" اثناء زيارتها القدس عام 1994 فهي كانت تقصد "توجيه رسالة سياسية من اجل السلام ". وتعمّق توجهها العربي والفلسطيني وتفهمها لحق الفلسطينيين في العيش ضمن دولتهم المستقلة مع زيارة قامت بها عام 1998 الى غزة. وكان حنينها لموطنها الاصلي ( المغرب ) قادها الى زيارته عام 1999 والتأثر بـ"شيخات الغناء" فيه وانعكاس الموروث الغنائي المغربي والعربي الاندلسي في عملها .

علاقتها بالشعر وكما تعكسه الامسية التي قدمتها في المركز الثقافي الفرنسي بعمّان، كانت قد أخذت عمقاَ فنياَ عام 2000 حين قدمت في عرض مسرحي تلقائي نصوصاَ من الشعراء : لوركا ، هنري ميشو ، ريلكه ، بودلير .



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM