نقد فني  



العراق 2002: أضواء المسرح الجاد مطفأة في بغداد وشموع توقَد للرائد يوسف العاني

تاريخ النشر       26/06/2010 06:00 AM


عمّان – علي عبد الأمير
مع ان تاريخها الفني لا يوازي "فرقة المسرح الفني الحديث" إلا ان "الفرقة القومية للتمثيل" تظل أكبر فرقة مسرحية حكومية, وحملت, بعدما خبت أضواء الفرقة الأولى التي كانت مشعل المسرحيين العراقيين الماركسيين ومؤازريهم, مسؤولية "المسرح الجاد". إلا ان طوفان الغثاثة في عروض المسرح التجاري امتد ليعصف بأسوار "الفرقة القومية" وجعلها أقرب الى الإنفصال عن تاريخ من العروض المسرحية الرصينة في سبعينات القرن الفائت وثمانيناته, ويبدو قرار المدير العام الجديد لـ "دائرة السينما والمسرح" الفنان فاضل ؟؟؟؟ أخيراً في تكليف المخرج والممثل المعروف عزيز خيون إدارة "الفرقة القومية للتمثيل" خطوة على طريق "جعل مسارح الفرقة مضاءة بأعمال تعيد الثقة بهذه الفرقة" كما يقول خيون في تصريحات صحافية نُشرت في بغداد.
     خيون "رجل مسرح حقيقي" كما يصفه فنانون كثر داخل العراق وخارجه وهو ظل يهاجم بقوة تحول المسرح العراقي الجاد الى مسرح تجاري هابط وتجاربه الإخراجية والتمثيلية جعلته من بين قلة من المسرحيين ظلت تنظر الى المسرح نظرة يمتزج فيها المقدّس بالفعل الإنساني الداعي الى تعميق قيم الخير والحق والجمال. يقول خيون: "ادارة الفرقة القومية للتمثيل, مهمة شاقة جداّ بسبب التراكمات الكثيرة التي جعلت هذه الفرقة بعيدة عن مهماتها.
     وهذا ما يتطلب مني عملاً متواصلاً خدمة للفرقة التي كان لها دور كبير في التعريف بصورة المسرح العراقي الجميل, وهذه المهمة أيضاً هي تشريف لي, متمنياً ان تتوافر الإستعدادات في ان أقدم موسماً مسرحياً عراقياً متنوعاً يعيد الثقة الى هذه الفرقة الكبيرة. وأطمح الى ان تكون مسارح الفرقة مضاءة طوال أيام السنة بأعمال متنوعة والمستوى المحلي والعربي وحتى تتوافر ظروف انتاج تجعلني مستعداً لتنفيذ ما أحلم به وأتمناه, وما يعبر عن احلام أعضاء الفرقة وطموحاتهم".
     ولا يخفي خيون مخاوفه من ان التركة "ثقيلة" وقد لا يجد ظرفاً ايجابياً لتحسين صورة الفرقة والمسرح العراقي: "الاحلام كبيرة ولكن التراكمات السابقة تحتاج الى حيوية وفعل وحركة من أعضاء الفرقة وان يكون عزفهم متناغماً مع هذه الأحلام لكي نستطيع مجتمعين ان نعيد الى هذه الفرقة بهاءها الجميل, سأعيد هيكلة الفرقة وأعيد تنظيم كل مفردات بنائها الداخلي البشري والمعماري, لأن الفرقة هي مركز إشعاعي مهم ونحن مهندسو جمال واذا لم نحققه في مكاننا ونمارسه على جميع المستويات فلا يمكننا ان نحققه للآخرين".
يوسف العاني : ستون
     وفي لفتة وفاء نادرة أقامت "دائرة السينما والمسرح" إحتفالاً في بغداد الأسبوع الماضي بمناسبة مرور نحو ستة عقود على المرة الأولى التي وقف فيها الفنان يوسف العاني على المسرح فتحدث عنه حباً ووفاءاً وثناءاً, مسرحيون عراقيون من أجيال مختلفة, وكلها اجتمعت على مشاعر التقدير والعرفان لصاحب نحو عشرين نصاً مسرحياً رسخته أباً للمسرح العراقي لا بل للثقافة العراقية المعاصرة بحسب كلمة المخرج والممثل فاضل خليل الذي كان شارك مع العاني في غير عمل مسرحي مثلما هي الحال عند المخرج محسن العزاوي والممثلتين القديرتين آزادوهي صاموئيل وزكية خليفة والمخرج والممثل والكاتب عزيز عبد الصاحب حين إستعادوا تجربة سنوات طويلة من العمل مع صاحب مسرحيات "الخان" و "أنا أمك يا شاكر" و "البيك والسايق" المأخوذة عن نص بريشت "بونتيلا وتابعه ماتي".

العاني: عقود من المقترحات الفنية لسرد الوقائع العراقية

     وتحدث المخرج والممثل هيثم عبد الرزاق عن يوسف العاني قائلاً: "إذا أردت تقويم المسرح العراقي فمن خلاله, تعلمت منه قوة التمسك بالإبداع, لذا ظل يوسف العاني مبدعاً".
     وعن صاحب الأدوار المهمة في السينما العراقية مثل فيلم "سعيد أفندي" و "المنعطف" وفي السينما العربية مثل فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين قال المخرج السينمائي قحطان عبد الجليل: "جمعني العمل بالفنان الرائد يوسف العاني في مسلسل (القلم والمحنة) وبقيت كلما عانيت مشكلة الجأ اليه, انه صدر حنون, جاد في العمل مع الشباب ويحترمهم زملاء له".

* نشرت في "الحياة"  2 نيسان 2002



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM