نقد فني  



شذى سالم تنعى الدراما العراقية: لدينا قدرات مبدعة غير ان اعمالنا فقيرة

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       31/05/2010 06:00 AM


عمّان – على عبد الأمير
 ترى صاحبة الدور المؤثر في مسلسل " فتاة في العشرين " الذي ظل مؤشرا لحال عافية في الدراما العراقية ، الممثلة المعروفة شذى سالم ان "الطريق التي  تسلكها الدراما العراقية اليوم، تجعل الناس تتابع الاعمال القديمة وتنفر من الجديد الخالي من الحيوية والقيمة الفنية" .
 مازالت الممثلة العراقية شذى سالم دؤوبة في تقديم اعمال فنية راقية "تحترم عقل المشاهد وذائقته "  ، وهي تحاول ان تكون اطلالاتها القليلة من على الشاشة الصغيرة والمسرح ، متصلة بنتاج فني راق كانت عملت على تقديمه منذ منتصف سبعينات القرن الماضي حين كانت اصغر ممثلة عراقية تتمكن من تحقيق شهرة كبيرة في التلفزيون والمسرح والسينما .
سالم "احترمت  الفن فاحترمها المشاهد والناقد حتى اصبح وجود اسمها يكفي لنجاح عمل او لنيل جائزة" كما تذهب الى ذلك صحيفة " الزمن " الإسبوعية الصادرة في بغداد مؤخرا . وهي لفرط الصورة الإيجابية التي قدمتها عن المرأة ، مثقفة ، عاملة ، صبورة ، محبة ، مضحية و رقيقة اصبحت "ابنة العائلة العراقية" .
عن القيمة  الفنية لمسلسل " فتاة في العشرين" الذي مثلت فيها دورا جريئا كان يصور اصرار فتاة عراقية على  الخروج من شرنقة التخلف الإجتماعي تقول " كان عملا متكاملا يحمل جراة في فهم القضايا الإجتماعية وبالذات نقده المؤثر للفكرة التي تحاول ابعاد المرأة عن لعب أي دور انساني حر يشهد على كونها كيانا فاعلا في بناء المجتمع".
 

 
وحول التراجع في الدراما العراقية تقول صاحبة الدور الجميل في فيلم " يوم آخر " للمخرج العراقي الراحل صاحب حدّاد" من يتابع الاعمال القديمة ويقارنها باعمال اليوم يشعر بان الدراما حاليا قاصرة عن متابعة او مجاراة المجتمع ، ولا يمكن أن يكون الحصار هو السبب الذي نتعكز عليه دائما ،فالفكر وذهن الانسان لا علاقة للحصار بهما ، فاذا كان الحصار يؤثر على المستوى التقني فهذا لا يعني أن نتوقف ، بليعني وبصراحة ان الجهات المعنية بالعمل الفني والإنتاج الدرامي "تعبانه".
 ولاترى سالم في اعتماد الانتاج الخاص0 القطاع الأهلي) كطوق نجاة للدراما العراقية مؤكدة"  الانتاج الفني الخاص لا يمكن أن ينهض بالدراما العراقية .ويسالونني الكثير من الفنانين والفنانات حين التقيهم في الاحتفالات وخارج  الوطن "انتم مبدعون، لكن اعمالكم فقيرة". والفقر هنا هو فقر الانتاج لا اعرف لماذا لا  تساهم الدوائر المختصة بصفة" المنتج المنفذ " حتى تاخذ الدراما العراقية مكانها".
 وتلقي سالم، اللوم على التلفزيون العراقي محذرة من" انه سينتهي" في حال عدم تدخله انتاجيا لصالح الدراما العراقية  وتقول"التلفزيون يجب أن يعتمد على قدراته الذاتية ، وهو ينشط بقدرات ناسه ،و يجب أن يكون الحافز الحقيقي للانتاج هو الفن وليس غيره" لافتة الى حال اليأس التي تصيب الفنان العراقي حين يشاهد اعمالا عربية " مبهرة " : " نبهر بالاعمال التي تصور الان في الخارج غير أن الاجهزة الموجودة في استوديوهاتنا التلفزيونية لا تختلف عن تلك التي صورت الاعمال المبهرة . قدراتنا لا تستغل، ويا ليتنا لو نعمل اليوم بميزانية متوسطة وتقنية جيدة . اما متى يظهر التلفزيون؟ لا ندري لكننا نعلم انه يجب أن يسعى الان ليكون له دور ، فبعد هذه المرحلة سينتهي التلفزيون تماما".
 وعن حال المسرح العراقي اليوم تقول سالم التي عرفت بأدوار بارزة منذ ان بدات في اعتلاء الخشبة عبر دورها في مسرحية ستراندنبيرغ " مس جوليا " في سبعينات القرن الفائت وصولا الى دورها في " الجنة تفتح ابوابها متأخرة" : كانت بغداد هي المؤسس لمهرجان المسرح العربي و تملك "فرقة قومية" تكاد  تحتضر، رغم انها كانت من احسن الفرق في الوطن العربي ،بل انها جعلت المسرحيين العرب  يعيشون الدهشة  امام اعمالها . حاليا هناك خطوات لاعادة الحياة الى "الفرقة القومية" اتمنى أن تستمر وان يجد الفنان عزيز خيون الذي يديرها اليوم ، عونا حقيقيا ، فهو رجل  مسرح معروف باجتهاده وحين يجد عونا من  فناني الفرقة وفناناتها  لاعادوا الحياة اليها ، خصوصا وان هناك احتفالية عربية للمسرح مكتوبا لها أن تقام في بغداد في الشهر العاشر من العام الجاري".

 *نشرت في "الحياة" العام 1999.


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM