علي عبد الامير في بغداد بعد ايام من سقوط صدام:
"وظف جل وقته وعمره وأهتماماته للقضية العراقية الشائكة "
وفي المحطة التي أستقر بها آمنا مطمئنا لا يبدلها بمنافي الهجرة الكثيرة، كان قد أستقر في عمان يوزع معاناته الثقافية بشكل ملفت للنظر فهو يعمل في الصحف الأردنية "الرأي"، ويعمل في التلفزيون الأردني كمعد لبرنامج، ويعمل في جريدة "الشرق الأوسط" ومن ثم مراسلاً وكاتباً في جريدة "الحياة"، ومع كل هذا يبدأ مشروعه الثقافي الأنيق بإصدار مجلة شهرية في عمان تحت أسم " أوراق ثقافية"، تجمع كل الشعراء وكتاب القصة والأدباء الذين يلوذون بعمان بشكل دائم أو مؤقت فتظهر أعداد الأوراق الثقافية زاهية بأسماء ونتاجات العديد من المبدعين العراقيين: حسب الشيخ جعفر، قاسم البريسم، عماد حسن، علي السوداني، فرج الحطاب، عبد الخالق كيطان، عبد الأمير جرص، مكي الربيعي والعديد من الأسماء العراقية، ويتم تخصيص أعداد من هذه المجلة للاحتفاء بالجواهري وبالبياتي وبحسب الشيخ جعفر ليستمر إصدارها من أواسط عام 1998 حتى تتوقف في عام 2001 لتخلي الساحة لشقيقتها المجلة الثقافية "المسلة".
"حتى وأن رق الليل وهو يستدير على كتفك
سيظل نشيجك يطرق على الجدران
وذراعي أتركها تأخذ شكل الحقائب وهي تلتم
قصد إبعادك عن رسائل النشيج
أذ تطير اليك من بلادنا وهي تتناثر"
وفي مهمته المتعبة رئيسا لتحرير "المسلة" وهي مجلة فكرية وثقافية تعني بالإبداع العراقي ونتاج المثقف العراقي وأذ تخطو المجلة خطوات الى أمام مساهمة بثقة في مسيرة الثقافة العراقية، فأن علي عبد الأمير يؤكد حضوره الفاعل لمثقف وصحفي وناقد موسيقي وشاعر.
كل هذا يتلازم مع حركة نشطة وفعل دؤوب من أجل إيصال الكلمة الطيبة والدراسة الهادفة الى القارئ بتجدد ومغايرة مستند على الأسماء العراقية اللامعة دون أن يلغي أسماء المبدعين من الأسماء الجديدة لا يتقيد إلا بفكرة الوطن والحرية .
ربيع عراقي
تحقق حلم العراق في القبض على الطاغية ونهاية سلطة القمع والموت، وبدل أن يتنفس الشاعر الهواء والهدوء شمر علي عبد الامير عن ساعديه ودخل في عملية ترميم الوطن بكل مايملكه من قوة .
اما في الوقت الحاضر فان علي عبد الامير يجاهد وسط بغداد ويرسم بأشعاره التي يكتبها بحبر الأرهاق ومنارات الزمن الجديد ، أشعاره التي تتعطل في أوراقه وأحاسيسه يبللها بندى نيسان بأنتظار أن تطل علينا بديوان شعري جديد .
*مقالة نشرها القاضي والكاتب الاستاذ زهير كاظم عبود من منفاه السويدي في صيف العام 2003عبر عدد من المواقع العراقية.