وفي ردهم على سؤال حول من وضع "ألفية ابن مالك" أجاب طالب بأنه "المتنبي" واحتارت زميلته بين عروة بن الورد وأبو تمام، فيما اعتبرت هنري كيسنجر وزير الخارجية الأسبق بطلاً لـ"افلام كارتون" وعندما أخبرها صاحب السؤال بحقيقة كيسنجر أوضحت: "لم أقرأ جريدة منذ أسبوعين" وبحسب "المستوى الثقافي" لصحافيي المستقبل في العراق فإن الشاعر أدونيس هو أسم مكان، والنحات والرسام العراقي الشهير جواد سليم "عالم في النحو العربي".
وما يثير الاستغراب في تدنّي المستوى الثقافي لهؤلاء الطلاب انه يفترض انهم إجتازوا "اختباراً ثقافياً" تم وفقه قبولهم في الدراسة، فضلاً عن شرط الانتماء الى حزب "البعث" الحاكم. فالاعلام في العراق حقل مُسيطر عليه مركزياً ولا يسمح لغير المنتمين للحزب الحاكم العمل في مؤسساته.
ويعتبر رئيس قسم الإعلام الدكتور لقاء مكي معقباً على تراجع المستوى الثقافي ان "ليس من مسؤوليتنا كجامعة إغناء المستوى الثقافي العام للطالب، بل تزويده ثقافة للتخصص". لافتاً الى ان الطلاب "مصابون بسطحية الثقافة، فهم من دون اهتمام وجدية، وزادهم التلفزيون تخلفاً بسبب برامجه الترفيهية".
د لقاء مكي:إغناء المستوى الثقافي للطلبة ليس مسؤوليتنا!
وبرر ضعف معلومات عن اعلام عراقيين وعرب بأن "سطحية الثقافة ليست مشكلتنا فقط، بل هي مشكلة كل الدول، ففي المانيا تشكو الجامعات مع عدم إجادة الطلبة اللغة الألمانية". ودافع عن نظام التعليم الذي يتولاه القسم المسؤول عن تخريج الصحافيين في العراق منذ تأسيسه قبل نحو 30 عام. وأقرّ أن "ليس من مهمة القسم تخريج صحافيين جاهزين بإمكانات خارقة، وعلى الخريج ان يطور قابلياته بما يجعله مؤهلاً للعمل كمحترف".
وتعتبر الباحثة في حقول الإعلام حميدة سميسم أن اسباباً كثيرة تقف خلف "عزوف الشباب عن الثقافة وهذا ما ينعكس على طلاب قسم الإعلام" مشيرة الى "التنشئة الاجتماعية حيث يغيب الكتاب من جو البيت". وتؤكد ان "الجيل نفسه غير واع ويذهب الى الثقافة السريعة" لافتة الى أن لجنة قبول طلاب الإعلام "وجدت ان المتقدمين يعرفون مغنياً مغموراً وأغلب أغانيه غير أنهم يجهلون أبسط الأشياء عن تاريخ العراق الحديث".
* تقرير اخباري نشر في صحيفة "الحياة" في الرابع من كانون الأول 2001
