علي عبد الأمير* هنا بدأ التأريخ، هنا قريبا منك
وبوحي من أسطورتك الحية، كتب الله ثلاث ديانات كبرى في تأريخ كائنه البشري. يهود، مسيحيون، ومسلمون، يجمعون
أن بقعة تنتهي اليها وفيها تستريح لتعانق الفرات، اختارها الرب لتعطي الحياة
للبشرية.
بين النهرين وفي آخر نقطة
للأرض خلق الله"جنة عدن"
ومن جنة الله لم يبق غير شجرة
معمرة نخرها الجفاف
هنا مسكن آدم وحواء، وهذه هي
شجرتهما ولعنة تفاحها، يابسة مثلما الحياة الان وقد جفت الروح فيها
هنا جاء إبراهيم للصلاة قادما
من أور، التي على مسافة من زقوة وهور
أور مسقط رأس أبي الانبياء
ومركز سومر في مجدها
زقورتها بنيت قبل 4 الاف عام معبدا
لاله القمر كما كانت منزلا للنبي ابراهيم
سكنها الكلدانيون والسومريون
والأكديون والبابليون
وهجرها أهلها قبل ميلاد المسيح
بخمسة قرون حين غيّر الفرات مجراه ليتغير مجرى التاريخ ومسار البشر.
اليهود غمروا تراتيلهم بمائك، فالنبي دانيال بكركوك قريبا من الزاب أحد روافدك، والنبي عزرا، المقتول بأمر الملك
البابلي نبو خذ نصر بعد السبي، فهو المدفون على ضفتك الشرقية حين تنحذر جنوبا في
مكان ليس بعيدا عن "شجرة آدم"، اما في الشمال من رحابك فقد ولد النبي
ناحوم وتوفي هناك. ناحوم الذي جدد قبره الجد الأكبر لال ساسون أشهر اليهود
المعاصرين في بلادك.
المندائيون، صابئة العراق
وهبة نهريه.. القرينون بالماء والياس وبياض الثياب والروح ولمعان الفضة،
المندائيون أبناء يحيى الذي عمّد يسوع. يتباركون بالماء، أعيادهم تبدأ من الماء
وتنتهي اليه، يتزوجون فيه ويكرمون موتاهم بنداه.
انت مقدس، فللخضر أسطورة
الماء الحية، وعلى ضفافك من أعلى مسراك الى آخره، يقيم الناس كرنفالات الأدعية
والشموع التي تطفو في ليلك الرقيق ابتهالا وورعا ونجوى.
قريبا منك وحول ضفافك، عاش
ائمة معصومون وخلفاء وفقهاء وماتوا ليضفوا على جريانك قدسية وبهاء روحانيا وتقوى. *فصل من مشروع بعنوان "دجلة" وبلغات عدة، لم ير النور بعد. |