إسحاق هييز يهزّ العالم بـ"شافت" فتسهر بغداد وتتغنج

تاريخ النشر       02/05/2016 06:00 AM


علي عبد الأمير

في العام 1973، قام موسيقي "السول" الأميركي، إسحاق هييز، بتقديم عرض بارز في شيكاغو، ضمن حدث ثقافي تضامني حمل عنوان "الشعب متحد لإنقاذ الانسانية "، وفيه جاءت الاغنية – العمل الموسيقي اللافت "شافت" او "رمح"، الذي سيصبح لسنوات رمزا لثقافة سبعينيات القرن الماضي، وموجة التعبير الغاضب عن الحروب والرأسمالية، وصعود قيم "السلام الأخضر" ومتمردي "الهيبيز".


والعمل "شافت" او "رمح"، هو أسطوانة مزدوجة وضعها إسحاق هايز، وسجلت كي تكون الموسيقى التصويرية لفيلم عن موسيقى السول. الأسطوانة تتكون في معظمها من معزوفات هييز وألحانه، وما لبثت إيقاعاتها الجهيرة ان جعلتها في قلب سهرات الشباب واحتفالاتهم في مناطق عدة من العالم.

قبل عامين، تم إضافة الأسطوانة إلى السجل الثقافي الوطني الأميركية، وهو أمر تتولاه أحد أهم مكتبات العالم: " مكتبة الكونغرس"، والتي عرّفت الأسطوانة بكونها "علامة ثقافية وتاريخية ومهمة للغاية من الناحية الجمالية."

وفي صورتها البغدادية، يوم كانت العاصمة العراقية مدينة مفتوحة على ذاتها والعالم، ولم تكن الإصوليات الثورية والدينية قد مزقتها بعد، فان الاسطوانة صارت المقدمة الموسيقية لأشهر برنامج ثقافي في "تلفزيون بغداد"، الا وهو برنامج "السينما والناس" الذي ظل فسحة ثقافية وفنية راقية لجمهرة كبيرة من العراقيين يوم كانت الثقافة والمعرفة والجدوى الانسانية، تشغلهم عقليا وروحيا، ويقضون عبرها، سهرات من غنى فكري ودلال روحي، ويحسب لمقدمة البرنامج على الشاشة، السيدة إعتقال الطائي، ومخرجه البارع ومعدّه علي زين العابدين، مسارا يعتمد تقديم الأفكار الإنسانية الكبرى في اطار من التسلية الراقية، تمثله السينما وعروضها المذهلة تلك الأيام.

المهم في حكاية هييز و"السينما والناس"، هو ان الفنون والثقافة العراقية كانت تتصل بأبرز النتاجات في العالم، وتنسجم معها دونما جعجعة كبيرة، ودونما إدعاءات فجة، بل ضمن مفهوم إتصالي هادئ ومؤثر ومثمر أيضا.

هنا الأغنية المتوهجة إثارة وتصويرا نغميا، والتي كانت المقدمة الموسيقية للبرنامج البغدادي وصارت أيقونة ذلك الزمان، وقدمها اسحاق هييز.




 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM