هو الدرب الذي امتد طويلا يا ابا ربيع .. فكلما سرًت قلوبنا، فاجأتنا المأساة،كأننا على موعد .. فالذين غيبهم الجب كثر،تلك جادة المناضلين والمتفانين .. فالظلام دائما يتربص بالضوء محاولا الزحف نحوه خلسة، وبوحشية، لا تظهر معالمها،ولا تترك لها أثرا .. فبينما ينعم الآخرون بالنور والسطوع، يكون قلب الظلام اكثر اسودادا وحلكة، يوم اتقدت شموعنا، وسطع من رأسك ضوء المعرفة، متجها من هنا الى هناك، لإنارة ما عتم من فضاء وارض الوطن، كان الظلام متلبسا بالجهل كعادته، فاقدا هويته، بدأ قاسيا وشرسا، لكنه اكثر تمثلا لحقده وطبيعته، فما زال وجوده ضد المعرفة والوعي، لذا استهدف رأسها، موجها آلته الظالمة لكي يتأكد من قطع مصدر مساقط الضوء، لكنه خاب وخسأ، فالراس ما ترك لنا سوى عنوان كبير، وقلب لأخ وأب عظيم، عامر ضميره بحب شعبه ووطنه.
الراحل قاسم عجام في محاضرة ادبية
فالغياب لا يعني سوى حضورك بيننا منتظرين عودتك كي تشغل مكانك في مجالس صحبك الاوفياء، فعد يا ابا ربيع، عد كجمرة يتدفأ بها الصغار، وكمصباح يستدل به الكبار لمعرفة بعيدة، ممتدة ما امتدت ارض الوطن، وزهت وأينعت خضرتها.
*كلمة"التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية-كربلاء"وتضمنها كتاب"النور المذبوح" الذي اصدره تكريما للراحل اتحاد ادباء بابل.
|