زهير الدجيلي: صائغ الجواهر الروحية

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       03/03/2016 06:00 AM


ثق يا أخي الحبيب واستاذي الجليل، ان الأشواق الأنيقة التي برعت روحك قبل يديك في صوغها، لتجعلك متربعا على عرش لا وصل اليه ملك فخم، ولا حاكم جمهوري "ثوري" مهتلف، انه عرش من نوع خاص، فهو رقيق حد الإنكسار، تحمله أجنحة "الطيور الطايرة" تارة، وتنوء به أحزان "البارحة" ليغدو ثقيلا أثقل من أرض عافها الضمير، ومعها تكاد تبدو ضائعا و"حسبالك" كل شيء في موضعه، لكن هيهات، فلا الإناقة التي كانت عليها روحك تحتمل هذه العذابات المشاعة على أفق بمساحة وطن، بل النبرات التي صغت منها خاتم هواك لوطنك، ظلت متوهجة حتى وإن كنت وأشواقك "مغربين"، وبدا لك العمر وقد صار "محطات".



فريد أنت حقا، اثقل عليك الحنين مبكرا، حتى ان نسيج شعرك الغنائي رأى مبكرا ما كان خافيا حتى على "هوى الناس"، فأبتكرت للضمير نهره، وللوجد ترعته الصغيرة الرقراق، لا وجهك سقط في السخام، ولا بوصلة أشواقك مالت الى غير الحنين الشفيف.



ياللرقة التي ابتدعت، يا للوجد الذي به اغتنيت، ولأنهما (الرقة والوجد) عملان في الضمير والتذكر والأشواق، فما كان لنا، نحن ابناء ذلك الهوى النادر المعطر بحبياتنا ولكنه يظل "هوى الناس"، إلا ان نسعى الى معلم هو الصائغ الأمهر لجواهر أرواحنا الفتية..

زهير الدجيلي، ببساطة شديدة ان جيلا تتمثله، هو الوحيد الذي تمكن من جعل "ارض الشقاق والنفاق" اقرب ما تكون الى موضع الضمير، وهو ما يجعلك دائما في موضع الفخر والنبل والفرح.

لن أدع ننوستي الى دمعها، ولن اشهق ببكائي المعتاد.. يكفينا ان نشفّ على أجنحة من وجد وأمل منسوجة بدأب منك، ومن جوهر بات نادرا مثل ندرة الضمير، ناهيك عن براعة صناعة كالتي توفرت عليها بوصفك صائغ الجواهر الروحية.

لنا لقاء آخر بهيد ومضيء بالمعرفة جدير بك حقا.



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM