ليس
عدلا القول ان لا تجارب لافتة في الموسيقى العربية المعاصرة، عزفا او تأليفا. واذا
كان الحديث السريع والذي يغلب عليه الإنفعال والرأي العابر، في ان الموسيقى
العربية اليوم اختصرت في الأغنية وهذه اختصرت في الفيديو كليب، يسيطر على لغة
الوسط الموسيقي العربي فانه ليس صحيحا
كونه يهمل عملا جديا ينشغل فيه موسيقيون عرب، ظلوا حريصين على عناصر اصيلة في
عملهم. ومن بين هؤلاء السابحين ضد التيار ،عازفون على العود ظلوا مخلصين لإعتبارين في غاية الأهمية ،
اولهما اتقان الإصول في العزف على الآلة العربية الأشهر وثانيهما العبور من
الإخلاص للإصول الى تشكيل التجربة الشخصية المميزة لكل عازف .
توفر
للعرب الذين عزفوا على العود منذ آلاف السنين وحملوا هذه الآلة الموسيقية في
الاقامات والاسفار، في الحروب ومجالس اللهو والسمر، من يملك القدرة على تحديد
خصائص وطرق عزفهم في كل مرحلة، وتحديد خصائص العزف على العود في المناسبات المختلفة،
وتحديد الفروق بين العزف الفردي والعزف المصاحب للآلات الموسيقية الاخرى. ومع تطور
الفكر الموسيقي في عصور الحضارة العربية، الا ان هذا الفكر لم يعط للعود اهتماماً معيناً، وظل كل عازف يتعامل مع
هذه الآلة وفق ما سمعه وعرفه وتدرب عليه، او يعزف وفق انسياب الايقاعات الغنائية،
او يحاول اعتبار نفسه حراً وطليقاً من كل قيود.
وقد
اكد العازفون على العود في المراحل المتأخرة انهم لا يعزفون عليه لتشنيف الاسماع
وتطريب الارواح فقط، وانما هم يقدمون من خلال العزف وعياً معيناً للنغمات،
وللعلاقة بين العود والعصر والواقع الاجتماعي، ويحاول المبدعون والمتميزون من
العازفين ان يقدموا استخداماً معيناً للامكانات التي يتوفر عليها العود، وان
يقدموا تيارات مختلفة ومتباينة للعزف عليه.
الأمام في القاهرة كانون الأول 2003 كاميرا: علي عبد الأمير
ولعل
العود اغنى الآلات بهذه التيارات، اذ انه يمتلك ثروة طائلة من التنويعات في
الانغام، وفي الاساليب الادائية. وقد يتمكن المستمع (المتأمل) من التمييز الذوقي
لهذه الاساليب، ولكن ارجاع هذه الاساليب الى اصولها واسبابها ودور كل عازف فيها
يتطلب استماعاً (مدروساً) ويتطلب مستمعاً مثقفاً استماعاً ودرساً وتأريخاً،
وعلاقتها بالنغمات الموسيقية في الآلات الاخرى، وفي موسيقى بعض الشعوب.
وقد
شهد العود في العقود الماضية استماعاً (مدروساً) من قبل بعض النقاد والباحثين
الموسيقيين، وكتبت عن المبدعين في عزفه الكثير من المقالات والدراسات، وكتبت عنه
تأريخه واعلامه القدامى مقالات ودراسات اخرى، ولكن لم تظهر كتب متخصصة في العود ،
وبما يتناسب مع عمره الطويل، ودوره البارز في الموسيقى العربية.
وبعد
ان برز الكثير من العازفين المبدعين العرب على آلة العود اصبح من الضروري والمفيد
دراسة هؤلاء العازفين، واختلاف كل واحد عن الاخر، واوجه العلاقة بينهم، واسباب
بروزهم،وهذا ما كان فعله الناقد الموسيقي العراقي عادل الهاشمي في كتابه "
العود العربي بين التقليد والتقنية " الصادر في بغداد العام 1999، الذي يحاول
فيه ان يدرس العزف على العود من خلال منطلقات معينة، فيختار الهاشمي عدداً من
عازفي العود البارزين، حيث يضع في مقدمتهم الموسيقار محمد القصبجي الذي ساعدته
ثقافته الموسيقية الواسعة ومعرفته المقامات ومؤهلات المقدرة والمهارة والبراعة في
العزف ، من امتلاك ناصية التحكم في آلة العود بشكل استطاع فيه ان ينقل غناء ام
كلثوم من اسلوب المدرسة القديمة الى اسلوب مرن مستحدث. لكن العود حقق انتقالات
نوعية كبيرة مع فريد الاطرش، ففي عزفه يتحرك التأريخ، الطبيعة، الحياة، الناس و
الشعور، اذ انه يعتمد التقاسيم الحرة، الذاتية، التلقائية، ذات الانتقالات
المقامية والنغمية المرتكزة على تقاليد واعراف عميقة الجذور.
ويمتاز
محمد عبدالوهاب بخياله التأليفي في فن التقاسيم، ومقدرة عالية على التنويع
والارتجال والانتقال من مزاج الى مزاج باسترسال مقامي، كما ان هذا الفنان يعزف على
العود وفق اسلوبية مفكرة، عارفة، مخططة على نحو تركيبي موسيقي.
واذا
كان محمد القصبجي قد استفاد من المدرسة التركية في العزف فان اسلوبية عبدالوهاب
تجمع بين طرب الشرق وعلمية الغرب في الموسيقى الحديثة، والاخير نقيض فريد الاطرش،
فلا يهمه عنصر (التكنيك)، انما يهمه اسلوب التفكير في رسم الابعاد الموسيقية
للعزف،على اعتبار ان العود الة تعبيرية.
ويتميز
عزف رياض السنباطي بالتقنية والاحساس المرهف، والمحافظة على التبدلات المقامية والنغمية،
ومحاولة استنطاق ما يمتلك من حصيلة ثرية من الموشحات القديمة والمواويل والادوار.
وعلى
اساس ذلك فان الناقد عادل الهاشمي يحدد الاختلافات بين العازفين الكبار على اساس
المؤثرات الخارجية والعلاقة مع التقاليد القومية، والتعبير عن المكنونات الداخلية
العاطفية والنفسية.
ان
الشريف محيي الدين حيدر من ابرز المبدعين في العزف على العود، وهو من الذين
يتصدرون المدرسة العراقية في هذا المجال، اذ نقل بعض تقنيات الآلات الغربية الى
الة العود ، محافظاً ايضا على أصالة وسلامة النطق العربي لهذه الآلة.
والعازف
العراقي جميل بشير هو الشاهد الأكثر فعالية على استمرارية مدرسة الشريف محيي الدين
حيدر في تقاليد العزف التقني على العود العربي، وفي الاستفادة من الرياضيات في
العزف ، والاستفادة من المدارس الشرقية غير العربية. ولكن الفنان جميل بشير له ما
يميزه، فالتناقض القائم بين استاذه الشريف محيي الدين حيدر وبينه يقوم على تأكيد
جميل بشير لانتمائه العراقي، وهو ايضا يحاول ان يتميز عن اعلام المدرسة المصرية في
التعامل المختلف لفهم العلاقة بين التقنية والتقليد، بين التجديد والمعتقد، بين
الفكر اللحني والشكل السماعي.
ومع
جميل بشير كان هناك سلمان شكر العازف الذي تمثل مؤلفات استاذه محيي الدين حيدر،
واتجه ايضا الى اختزال التكرارات اللحنية، واستخدام شكل موسيقي يتميز بالاتساع.
ويعتبر
منير بشير من تلامذة محيي الدين حيدر، ولكنه حاول ان يميز نفسه، وان يعتمد منهجية
تقنية ساعدته على انتقال العود العربي الى
اذواق وثقافات الغربيين، كما ساعدت على تنمية الافكار الموسيقية والقدرة التعبيرية
للعزف على العود.
ومع
ان العازف العراقي، علي الامام(1)، مشدود الى الطريقة التقنية التي يعزف بها
الشريف محيي الدين حيدر الا ان يمتلك الكثير من المعارف في المجال المقامي والنغمي،
ويستفيد من فريد الاطرش ورياض السنباطي، ويختزن باصابعه الكثير من الافكار وطرائق
العزف على العود.
وثمة
إجماع على ان الفنان علي الإمام، من
"اهم رواد مدرسة العود العراقية التي تعتمد فن التقاسيم الارتجالية التي
ارساها الفنان الراحل الشريف محي الدين حيدر، واعتمد في تقاسيمه وارتجالاته على
قدرته العالية في الانشاء النغمي، ومعرفته الفذة في سلالم الموسيقى الشرقية
وتشعباتها"(2).
والإمام
وإن كان كثير السفر خلال مشاركاته في مهرجانات عربية ودولية قبل العام 2003 وبعده،
وأخذ من كل مكان سافر اليه مسحة أو نكهة معينة، وهو ماجعله يدخل مزجا نغميا
واسلوبيا في العزف، فثمة الاصداء النغمية الاسبانية والتركية والخليجية والمصرية
وغيرها، ولكن الذي ميزه هو رجوعه الى الروح الشرقية البحتة التي تلازمه، بل هي كما
يؤكد دائما: "هويتي الفنية وانا دائما أوصي تلاميذي أن لايستعجمو العود، كما
أوصوني أساتذتي من قبل".(3)
واذا
كان هذا العرض تميز بقراءة تاريخية لاتخلو من النمطية لأساليب العزف على العود ،
فان الحال تبدو مختلفة حين نقرأ الأساليب التي ابتدعتها وكرستها تجارب العازفين
العرب المعاصرين . فالتجارب التي مثلها عازفون يقدمون لنا لمحات ترسم على اختلافها
المشهد الموسيقي العربي المعاصر، اختلفت باختلاف الغايات، فهناك :
اولا:
اسلوب العزف التقليدي
والمقصود
بالتقليدي هنا لا المحافظة على تقاليد العزف المتوارثة، وانما اسلوب العزف الذي
يبقي الة العود في حدود ضيقة، كمرافقة الفرقة المصاحبة للمطربين، و تضييق مساحة
تأثير الآلة بجعلها وسيلة تعليم للموسيقى (على الرغم من اهمية هذا الأمر لجهة
تعلقه بحفظ الإصول) .
ثانيا
: اسلوب العزف الإبداعي
انه
اسلوب العزف الذي يذهب بالعود الى مساحات الخلق عبر الإرتجال وايلاء الروحية في
العزف اهمية تفوق التكنيك.
ثالثا
: اسلوب العزف المتقن
وهو
المزج المتجانس بين روحية العزف وتكنيكه، وهو مايتميز به العازفون الذي تحصلوا على
ميزتين، ميزة العزف البارع على العود وميزة القدرة على تأليف الأعمال الموسيقية
اكانت للعود ام لغيره .
رابعا
: اسلوب العزف على الات معدلة تكنولوجيا
وهو
اسلوب العزف على الات عود قد تكون مربوطة الى اجهزة تضخيم للصوت، او مضمرة في
"كيبورد" ".
وفي
فحص الإسلوب الأول نجد ان طائفة واسعة من عازفي العود في الوطن العربي وفي الشرق
ايضا ، تندرج في مهمة مرافقة الأوركسترا، واحيانا مهمة تشكيل خلفية موسيقية
لمطربين او مطربات وحتى شعراء او عروض تقافية متعدد ة، يغيب فيها حضور العود كآلة
فردية تتمتع بقدرات مميزة، لتصبح مجرد
اشارة صوتية لاتكاد تلتقط بين عناصر تسرق الإنتباه عادة، مثل اللحن الغنائي، صوت
المطرب، طبيعة العرض الفني وغير ذلك .
كما
ان بقاء الة العود كآلة للتعليم وفي حدود الدرس، اوجد اساليب بدت مميزة لعازفين،
استهواهم البقاء في القالب فبدت شخصيتهم مؤثرة في نقل صورة ما عند العازف المتعلم،
وهي صورة تبدو متشككة بالإبداع والتطوير وتعتبر الأسلوب المدرسي في العزف مثالا
يحتذى.
وفي
اسلوب العزف الإبداعي نجد اليوم مجموعة بارزة من العازفين العرب، مجموعة تأخذ على
عاتقها، نقل العود من آلة موسيقية مجردة، الى وجود نغمي حي ومتداخل مع بناء ثقافي
وروحي. وفي ذخيرة النخبة من عازفي العرب المعاصرين ميل شديد الى اعتبار العود
مركزا في بناء موسيقي قائم.
واسلوب
العزف المتقن، هو الأسلوب الذي ينجح عازف في تحديد ملامحه، لا عبر النظام الموسيقي
للقوالب المعروفة وحسب، بل اغناء اسلوبه وتعميق ملامحه عبر اعمال موسيقية يضعها
العازف ذاته .
وظاهرة
العازف المؤلف في الموسيقى العربية، والعراقية على وجه خاص، تكرس ما ذهبنا اليه في
اسلوب العزف المتقن، فهنا العازف يبدو متوحدا مع مقطوعته، ويجسد فيها خلاصة
اسلوبه. وفي تجارب العازفين المؤلفين: العراقيون نصير شمة، خالد محمد علي، احمد
المختار، ورحيم الحاج، واللبناني شربل روحانا امثلة بارزة على اسلوب العزف المتقن
،حيث الروحية من فهم المقطوعة وبنائها المقامي، وحيث التكنيك ليس استعراضا بل
وسيلة لاظهار ما في المقطوعة من غنى تفاصيل. والبارز في اسلوب العازفين المؤلفين
انهم يقدمون العود كمركز للعمل وليس تنويعة نغمية.
وحتى
في هذه الصفات المشتركة بين العازفين، ثمة اختلافات جوهرية ، فالروحية قد تكون
أقرب الى التأثر بمنظومات نغمية غربية عند بعض العازفين، فيما هي عربية شرقية صرف عند آخرين.
الإسلوب
الرابع وهو معروف لدى قطاع العازفين المتخصصين اكثر مما هو لدى جمهرة المستمعين،
ومع ان هناك من قد يعترض على وضع اسلوب لعزف العود المزود بالة تضخيم صوتي او
العود الإفتراضي المضمر في "الكي بورد" ، الا ان ذلك شائع لدى قطاع
المتلقين، وهم يعدونه عزفا على العود شئنا ام ابينا، على الرغم من قناعتنا المؤكدة
بانه خارج الحركة الموسيقية العربية الجادة والرصينة.
الإمام
: أبحث لأكون تلميذا ناجحا في الموسيقى
في
العام 2002، أحيا الفنان الرائد عازف العود علي الإمام، أمسية موسيقية في المركز
الثقافي للفنون في "قاعة الرباط" ببغداد حضرها حشد من الموسيقيين
والمتذوقين والمحبين لآلة العود، ارتقت الى ان تكون "أمسية موسيقية بالمستوى
الذي اراده لنفسه كعازف له تاريخ طويل في مجال الموسيقى، وبالمستوى الذي اراده الجمهور
الذي اطربته أنغام ذلك العود، خاصة حين شارك الفنان علي الامام ابنه عازف العود
محمد علي الامام" (4) في لحظة موسيقية بدت أمينة لسيرة من الدأب والرفعة
التربوية والنغمية، فحينها كانت قد مرّت على الإمام ثلاثون عاما في دراسة الموسيقى
وتدريسها.
كانت
تلك امسية موسيقية مميزة لآلة العود، جاءت بعد امسية العازف الرائد سلمان شكر،
وعنها قال "منذ زمن وهناك فكرة تراودني لاقامة مثل هذه الامسية، ولكنني متردد
لانني لا أريد تكرار ما قدمه طلبتي الذين درسوا على يدي، ثم ان العازف يستمد قوة
عزمه وابداعه من الجمهور الذي طالما اشعرني بالخوف نتيجة حرصي على مستوى ما سأقدمه
له. لم أتصور انها ستحظى بكل هذا الاعجاب والتشجيع من قبل الحاضرين الذين اذهلوني
بحضورهم الكبير".
ذلك
الحدث البغدادي، شهدت تقديم الإمام، مقطوعات توصف عادة بأنها ذات قيمة إبداعية
ومنها "سماعي شت عربان" للمرحوم جميل بك، و"سماعي نهاوند -2"
للراحل روحي الخماش، فضلا عن ارتجالات تقاسيمية، عدة اكدت جانبين في أسلوب عازفنا:
الأصالة في مقاربة النغم والإتقان في عزفه على العود. وجاء بعد انتظارطويل كان
سببه، كما يقول الإمام "ظهور اساليب عزفية متكررة، وتفكيري الدائم في الظهور
بمظهر لائق لان اسلوبي لايمتلكه سوى المرحوم الاستاذ روحي الخماش الذي درّسنا وزرع
فينا قابلية الارتجال، وهي الاحساس بآلة العود، ثم انني رغبت في الظهور بمستوى
يناسب امتلاكي الطاقة الفنية الكبيرة وخاصة انا اعزف امام تلاميذي، وان كل المراحل
التي مررت بها من كسب المعلومات والتمرين والعمل الاذاعي ومشاركتي لكبار الفنانين
وصولا الى مرحلة التدريس التي اخذت من عمري عشرين عاما قد جعلتني ذا خبرة ومتمكنا
من تجاوز الصعاب".
وبرغم
انه عرف عازفا منذ العام 1956 إلا انه يقول "مازلت ابحث لاكون تلميذا ناجحا
في الموسيقى، ولا أنكر انني حريص جدا على سمعتي الفنية، ولدي قناعة بان الصعود سهل
ولكن الصعوبة تكمن في المحافظة على هذا الصعود.
وعن
فرقة "خماسي الفنون الجميلة"، التي كانت قد عادت مع بداية العقد الماضي
لتكون وريثة فن نغمي راق ابدعته الفرقة الأولى "الخماسي الوتري"، بدا
الإمام سعيد جدا بعودة الفرقة التي كسبت شهرة واسعة بين السماع عبر نوعية
معزوفاتها، وسعيد اكثر بان انطلاقتنا الاولى كانت ناجحة وقد شاركنا في المؤتمر
الموسيقي الذي عقد في القاهرة مؤخرا، وعزفت الفرقة في دار الاوبرا اجمل الانغام
العراقية وحققنا نجاحا كبيرا.. وهذا النجاح فسح المجال امام الفرقة للمشاركة في
مؤتمرات واحتفالات موسيقية عربية قادمة.
بعد العام 2003، حيث اللهيب المستعر في بلاده،
سعى كاتب السطور الى ان يكون للفنان المربي والمعلم في اصول العزف على العود،
حضوره في حدث فني يخرج نغمه الرفيع من دائرة اللهب، فكان ان قدمه لإدارة
"مهرجان جرش" الأردني والعربي الشهير وعبر دورته في صيف 2003، حيث ندوة
موسيقية خاصة بفنون العزف على الالة العربية الأشهر. لتكون تلك اطلالة اولى بعد
الحريق الشامل، وتعقبها اطلالات اخرى ستوصل الإمام الى عمله الحالي في
"المعهد العالي للموسيقى العربية" بمدينة سوسة التونسية، والذي يواصله
بروح من العرفان والدأب والصدق، كمعادل موضوعي لأبن بغداد، المولود
"أعظميتها" العام 1944، و "يعز عليّ أن أرى بغداد هكذا، وقلبي ينزف
وانا أرى مشاهد الدم اليومية فيها، مقارنة ببغداد التي كنت أتجول بشوارعها وكأنها
وردة حمراء وأتذكر شارع الرشيد والشوارع وأتحسر"(5).
(1)علي
عبد الأمير، ملخص ورقة بحث مقدمة الى "ندوة حول تقنيات العزف على العود"
وعلى هامش مهرجان جرش 2003.
(2)
ستار الناصر، الطائر المحلق فــي سماء العود، صحيفة "الإتحاد" البغدادية
2008
(3) و(5) شذى فرج، حوار مع عازف العود الرائع علي
الامام، موقع "النور" 2014
(4) سعاد تولان، حوار مع العازف علي الإمام،
"الثورة" البغدادية 2002.
|