تينا تيرنر تقترب في عقدها السابع ولكن بحيوية شابة نزقة
تاريخ النشر
28/01/2015 06:00 AM
واشنطن- "الغد"* منذ اللحظات الاولى التي اطلت فيها نجمة الغناء الاميركية السمراء تينا تيرنر على جمهور حفلها قبل ايام في "مركز فيرايزون" وسط العاصمة الاميركية واشنطن، فانها بدت وكأنها وضعت سنواتها التسع والستين جانبا، لتبدو وهي تؤدي اغنية "حدود المدينة" التي قدمت اول مرة في العام 1973، وكأنها في حيوية شابة نزقة، فهي فضلا عن اداء حركات راقصة مع مجموعة من الفتيات فانها قفزت الى ذراع هيدروليكية برشاقة جعلتها وكأنها تحلق فوق الجمهور قبل ان تعود قافزة الى منصة المسرح. انه عرض مذهل تمتزج فيه اثارة الاداء الذي يأخذ من الالعاب الاكروباتيكية خفتها، باتقان تعبيرات الرقص المعاصر فضلا عن الانغام الحادة والتعبيرات الصريحة عن الاشواق، الغضب والتطلع الجارف الى الحرية.
ان صاحبة"ماعلاقة الحب بذلك؟" التي غنتها في العام 1984 ضمن اسطوانتها الشهيرة"راقص خصوصي" التي اعادتها الى الشهرة وبقوة بعد انصالها عن زوجها أيك تيرنر(توفي اوائل العام الحالي)، كأنها في حيويتها على الخشبة يمكن ان تقول"ما علاقة العمر بذلك؟"، فهاهي بعد مضي نصف قرن من بدء حياتها المهنية، وفي جولة غنائية هي الأولى منذ ثماني سنوات، لا تكل ولاتمل بل انها ماتزال تلك المغنية القوية الاداء التي ترفض السماح للشيخوخة ان تضع ملامحها لا على جسدها فضلا عن روحها المتدفقة العنفوان. واذا كانت ذاكرة غناء الروك تحفظ صورة المغني مايك جاغر كرمز ذكوري لغناء الروك المتدفق والحسي، فان تينا تيرنر ويعد حفلها التي امتدت الى ثلاث ساعات تكرس نفسها رمزا انثويا طاغيا في موسيقى الروك، بل انها حين غنت وهي على ارتفاع نحو عشرين قدما من خشبة المسرح اغنيتها"النوافذ المضببة" فان في صوتها كان مزيجا من القوة والاصرار في البقاء على قيد الحياة.
تيرنر: شابة في السبعين!
وحين غنت من اسطوانتها الجديدة فانها لم تنس الاغنية" عمق النهر ..علو الجبل" التي حملتها الى الشهرة حين كانت جزءا من الثنائي"آيك وتينا تيرنر"، وبالطبع لم تنس ان تغني بعضا من اسطوانتها في العام 1984 التي حملتها الى مصاف نجوم الروك الكبار. وحين كانت تسأل الجمهور المحتشد عن رأيه بادائها فان الجواب الهادر لاكثر من خمسة آلاف كان يحمل للمغنية احساسا بان خامة صوتها ما تزال لها ذات السطوة رغم كل هذه العقود، وهو ما تأكد تماما حين ادت اغنيتها "لا نحتاج بطلا آخر" التي اصبحت الثيمة الموسيقية الملازمة للجزء الثالث من سلسلة افلام "ماكس المجنون" اي فيلم"ماكس المجنون وراء قبة الرعد"،او في الاغنية التي ادتها ضمن فيلم "العين الذهبية" احد افلام سلسلة"العميل السري 007".
ومنذ فترة فليست الموسيقى وحسب هي ما تحضر في الحفلات الغنائية، فثمة التشكيلات الراقصة، الالعاب النارية ، أشرطة الفيديو ، الازياء وكل هذا في محاكاة لما يمكن ان تؤديه السينوغرافيا في العروض المسرحية المعاصرة، ومن هنا جاءت كل هذه المؤثرات لتزيد من لهب الموسيقى في اداء تيرنر حيوية واثارة، حتى في اداء اغنية بطيئة النغم هي في الاصل من تراث "البيتلز" اي اغنية "النجدة" التي جاءت بنبرة حزينة فوق خط موسيقى اقرب الى الرثاء كان تؤديه اساسا آلة البيانو.
* نشرت في "الغد" 1-12-2008 اثناء عملي مراسلا لها في واشنطن