شاكر نوري*
أية ذكرى أليمة.. كنا في منصف السبعينات نلتقي عند الدكتور المرحوم صلاح خالص، صاحب مجلة (الثقافة) ونتباحث في المقالات التي كنا ننشرها على صفحات تلك المجلة، ونناقش الدكتور صلاح خالص على الموضوعات.
وكنا أحياناً نذهب لتناول طعام الغداء في المطاعم الشعبية المحاذية لسينما الخيام. لم أساله عن مدينته وهو كذلك لم يسألني عن مدينتي، وكنا نجهل ما هي الطائفية، كل ما كان يهمنا هو الفكر الماركسي والفكر التحرري، عشنا العصر الذهبي ولم نكن نتوقع ما يحصل الآن في عراقنا.
كان المرحوم رائداً في طرح الموضوعات الفكرية المثيرة، ولم يك أي حزب قادر على استيعاب فكره آنذاك لأن طروحاته كانت تتجاوز العقليات التقليدية حتى في الماركسية نفسها كما يفهما قادة الأحزاب.
الروائي والصحافي والمترجم شاكر نوري
وما اثار انتباهي، وهو ما يميّزه عن أبناء جيله حينئذ أنه كان يجمع بين التراث والحداثة، له معرفة كبيرة في كليهما. وعندما يكتب يلهب النص التراثي بالحداثة، كما يلهب الحداثة بالتراث. قيمة فكرية متفردة لم تتصالح مع ما كان موجوداً، كان له موقع خاص في قلب الدكتور صلاح خالص.
وأنني لأتساءل: ماذا كان يمكن أن يقول لو رأى ما يحدث الآن؟ أعتقد أنه لكان يفقد عقله قبل أن يفقد جسده. محبتي لك على عبد الأمير عجام الوفي إلى حد الهوس الجميل أو الوله بأخيه وبالعراق.
* الكلمة جاءت في سياق تعليق على صورة لقاسم عجام مع شقيقه علي الذي كان يستذكر اخيه القتيل في قطعة شعرية.. |