المطرب والاكاديمي أيمن تيسير
اللافت في اداء تيسير وهو ما نال عنه حفاوة حضور كثير، كان الاداء الشخصي وبروحيته المحافظة على الطابع الكلاسيكي للنغم الاصلي، فهو حين غنى " احب عيشة الحرية" و"يا مسافر وحدك" لعبد الوهاب انما غنى العملين وفق ملامح ادائه الشخصي الصافي النبرات والهادىء والمتحكم بالطبقات الصوتية علوا وانخفاضا.
وحين غنى "الليالي" لعبد الحليم حافظ زاد قليلا من الجانب العاطفي وهو ما يناسب تماما اجواء الغناء بحسب طريقة "العندليب الاسمر" بينما حين وصل الى اخر اغنيات فقرته وهي "رسالة من تحت الماء" التي ابدعها لحنا محمد الموجي، كان وصل مرحلة التجلي بعد ان عبر باقتدار رهبة الوقوف للمرة الاولى امام جمهور متذوق صعب ارضاؤه كجمهور دار الاوبرا المصرية.
اطلالة تيسير كانت جميلة ورصينة ومثلت قدرة الفنان الاردني على الوقوف وبثبات وحضور مؤثر في اكبر المحافل الموسيقية والغنائية كالتي يعنيها المسرح الكبير بداء الاوبرا المصرية وضمن مهرجان ضخم كمهرجان الموسيقى العربية.
وضمن فقرات الامسية المتميزة ذاتها، غنت همسة فؤاد "عيون القلب" التي ادتها نجاة الصغيرة اعتمادا على لحن محمد الموجي، واجادت رغم حداثة خطواتها حين غنت "العيون السود" لوردة الجزائرية التي لحنها بليغ حمدي فيما وقفت الى جانب والدها المطرب اركان فؤاد حين غنى عملا كلاسيكيا " اه يا حلو" وشاركتها والدتها المطربة نادية مصطفى حين غنت " ست الحبايب" التي ادتها اصلا المطربة فائزة احمد بلحن محمد عبد الوهاب.
وكان حضور المطربة المغربية المقيمة في مصر، جنات، التي انطلقت الى الشهرة عبر مهرجان الموسيقى العربية ذاته ولكن بدورته في العام 2002 حين فازت بجائزة الغناء تلك الدورة، حضورا اعتمد المزاوجة بين تقديم الاعمال الغنائية الكلاسيكية العربية كما في ادائها اغنية "فات المعاد" للسيدة ام كلثوم و" قائة الفنجان" و" انا لك على طول" بصوت عبد الحليم حافظ، وتقديم اغنياتها الخاصة ومنها الاغنية رقيقة اللحن والكلام والاداء "اسمع كلامي".
المطربة جنات
وحيال التنوع الثر الذي بدأه د ايمن تيسير ومن ثم المطربة المصرية الشابة همسة فؤاد ولاحقا الاداء المفعم بالروحية والاقتدار الصوتي كما عند جنات، امكن الوصول الى واحدة من ابرز امسيات مهرجان الموسيقى العربية هذا العام، وفيها امكن التأكيد على ان زمن الغناء الجميل والاصيل ما يزال ممكنا وهو من حق ادارة المهرجان ان تفخر به.
* نشرت في صحيفة "الغد" الاردنية تشرين الثاني 2010