2010 "المجمع العربي للموسيقى" يحتفي بقباني شاعرا للقصيدة المغناة

تاريخ النشر       21/09/2014 06:00 AM


عمّان- علي عبد الأمير*
احيى "المجمع العربي للموسيقى" التابع لجامعة الدول العربية حفلا في مركز الحسين الثقافي بعمان اواخر العام 2010 تضمن توزيع جوائزه للعام 2009 الى جانب فقرة غنائية احتفت بالشاعر الراحل نزار قباني اذ قدمت اصوات اردنية صحبة "فرقة عمان للموسيقى العربية" و"فرقة عمان سموفينتا" بقيادة محمد عثمان صديق اغنيات كان صاحب ديوان "الرسم بالكلمات" قد صاغ مفرداتها واصبحت لونا خاصا في الاغنية العربية المعاصرة.
أمين المجمع العربي للموسيقى كفاح فاخوري قال ان "الاحتفال بتوزيع جوائز المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية في أمسية الليلة هو الاحتفال الخامس الذي نقيمه منذ أن أطلقنا مبادرة منح الجوائز لأعلام موسيقيين عرباً نذروا حياتهم في خدمة الموسيقى العربية وانتشارها.  وقد أقمنا الاحتفال في المرات الأربع الماضية اعتباراً من سنة 1999 في دار الأوبرا بالقاهرة وبرعاية معالي أمين عام جامعة الدول العربية وحضوره.  وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها الاحتفال في عمان بالأردن حيث مقر أمين المجمع ومركز بحوث المجمع".

وبشأن الدور الفني والعلمي للمجمع العربي للموسيقى اوضح فاخوري ان "المجمع هو التجمع الموسيقي الأبرز في الساحة الثقافية العربية الذي يضم كبار علماء الموسيقى العربية المعاصرين الذين حملوا المشعل من الأسلاف كالفارابي والكندي واسحق الموصلي وزرياب والأصفهاني وارتضوا الظل وليس الذل لتعزيز الهوية الموسيقية العربية في ذاكرة الإنسان العربي رغم موجات الاستلاب والمحاكاة الببغائية والنماذج الوافدة الجذابة".
 

كفاح فاخوري( كاميرا علي عبد الأمير)
 
وفيما حضر اغلب الفائزين الا ان المطربة وردة الجزائرية (جائزة الاداء) لم تتمكن من الحضور وهو ما اشار اليه فاخوري "كم كنا نتمنى لو تمكنت المطربة الكبيرة وردة الجزائرية من أن تكون بيننا الليلة للتكريم إلا أن ذلك تعذر كما أن الظروف حالت في اللحظات الأخيرة من حضور زوجة ابنها رياض قصري، السيدة يولا،  لتتسلم الجائزة عنها بعد وعكة صحية مفاجئة ألمّت بوالدة الكنّة.  ونعد بأن يسلّم أمين عام جامعة الدول العربية معالي الأستاذ عمرو موسى الجائزة إلى السيدة وردة في القاهرة في وقت قريب".
ودعا فاخوري رئيس المجمع العربي للموسيقى الدكتورة رتيبة الحفني إلى خشبة المسرح لتقديم الجوائز، والتي كانت على النحو التالي:

جائزة الاداء:
وظفرت بها المطربة الكبيرة وردة الجزائرية التي بدأت مشوارها الفني من باريس حين كانت تؤدي في الحادية عشرة من عمرها أغاني أشهر كبار مطربي الشرق العربي.  وانتقلت لاحقاً إلى مصر وغنت لكبار ملحنيها: رياض السنباطي، محمد عبد الوهاب، كمال الطويل، محمد الموجي، سيد مكاوي، وزوجها بليغ حمدي الذي خصها بأجمل أغانيه.  في رصيدها مئات الأغاني التي تشكل جزءاً من الذاكرة الموسيقية العربية.  ولفت المجمع العربي للموسيقى الى ان جائزة الأداء التي يخص بها السيدة وردة "عربون وفاء وتقدير لمسيرتها الفنية الحافلة بالأداء الموسيقي العربي الأصيل ونشره".

جائزة البحوث والدراسات:
وذهبت الى الباحث الموسيقي المغربي عبد العزيز بن عبد الجليل، مواليد مكناس، وخريج جامعة القرويين في فاس. وهو عمل مستشاراً موسيقياً في وزارة الشؤون الثقافية المغربية ومديراً للمعهد الوطني للموسيقى بمكناس.  ويمثل المغرب في المجمع العربي للموسيقى ويرأس لجنة الدراسات التاريخية فيه. بحوثه ودراساته فاقت الخمسين.  ومن أبرز كتبه: "الموسيقى الأندلسية المغربية"، "مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية"، و"معجم مصطلحات الموسيقى الأندلسية المغربية" وغيرها. وعن "تنقيبه بصدق وأمانة عن كنوز الموسيقى العربية الأندلسية المغمورة وجواهرها المنثورة" فقد ظفر بجائزة " المجمع العربي للموسيقى" عن فئة البحوث والدراسات.

جائزة الانتاج الموسيقي:
وفاز بها الباحث العراقي حبيب ظاهر العباس، وهو خريج جامعة بغداد في العلوم الموسيقية.  يعمل حالياً مديراً عاماً لدار ثقافة الأطفال في وزارة الثقافة العراقية وسبق له أن كان مدير عام دائرة الفنون الموسيقية وعميد معهد الدراسات الموسيقية في الوزارة نفسها.  ممثل العراق في المجمع العربي للموسيقى.  كتبه:" الشريف محيي الدين حيدر وتلامذته"، "العود وطريقة تدريسه"، "روحي الخماش وتأثيره في الحركة الموسيقية في العراق"، "نظريات الموسيقى العربية"، "تربية السمع"و "أعلام ومفاهيم موسيقية"، جعلته يستحق جائزة المجمع عن فئة الإنتاج فهي "تسد فراغاً في المكتبة العربية وتسهم في التأسيس لتربية موسيقية عربية خالصة".

جائزة المؤسسات الموسيقية :
وذهبت الى "مركز الموسيقى العربية المتوسطية – النجمة الزهراء" بتونس، فقد حوّلت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية في العام 1992 "قصر البارون ديرلانجيه" الخلاب في سيدي بوسعيد بتونس إلى مجمّع ثقافي موسيقي أطلقت عليه اسم "مركز الموسيقى العربية المتوسطية – النجمة الزهراء".  ويهتم هذا المركز بالتقاليد الموسيقية في تونس والوطن العربي وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال خزانة ضخمة للتسجيلات الصوتية ومعرض للآلات الموسيقية النادرة وقسم للبحوث والدراسات.  وراى المجمع العربي للموسيقى ان سبب منح جائزته عن فئة المؤسسات إلى هذا المركز جاء "نظراً للدور الذي يلعبه في تفعيل الحوار الموسيقي العربي الأوروبي ونشر التراث الموسيقي المحلي والعربي".
وفي تحية للفائز بجائزة الاداء المطربة وردة الجزائرية، قدمت أغنيتها "في يوم وليلة" التي صاغ الحانها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب بصوت الاردنية الشابة نتالي السمعان  التي ولدت في عمّان سنة 1995 في كنف عائلة متذوقة للفن، وأحبت الغناء والموسيقى، تميزت منذ نعومة أظفارها بحبها لغناء الطرب الأصيل، و
انضمت إلى المعهد الوطني للموسيقى لتعلّم العزف على آلة العود والتدرب على أصول الغناء العربي منذ عام 2006 وما زالت تدرس في المعهد حتى الان. 
واجتهدت السمعان في تقديم اغنية صارت واحدة من علامات الغناء بحسب طريقة اداء المطربة الجزائرية الكبيرة.
وقبل البدء بالفقرة الثانية في الحفل الذي اخرجته الفنانة غادة سابا وحاولت جعله حفلا منفتحا على السمع والبصر في آن من خلال المزج بين الانغام والصورة الوثائقية الممنتجة وفق اسلوب (فيلم وثائقي قصير)، عرض فيلم عن الشاعر الراحل نزار قباني اظهر ابرز مراحله الشعرية والانسانية وتوقف عند انجازه الخاص الذي ارتبط بالغناء العربي المعاصر، ومنه تعرفت جمهرة المستمعين في الحفل الى اغنية "لا تسألوني" وهي من ألحان الأخوين رحباني وادتها ليندا حجازي التي عرفت من قبل مطربة متمكنة بمشاركات في عدد من المسابقات المحلية والدولية، وساهمت في التعريف بألوان التراث الغنائي الأردني. فشاركت في مهرجان جرش للثقافة والفنون، كما تشارك في معظم أمسيات فرقة عمان للموسيقى العربية التي تقام عادة في الاثنين الأول من كل شهر.  وعرفت بانها "تغني الآخرين بأسلوبها مبتعدة عن المحاكاة".
كما قدمت فقرة تداخلت فيها اغنيتا "زيديني عشقاً" و"حافية القدمين" التي اوردها البرنامج تحت اسم "هل عندك شك" وهما من ألحان كاظم الساهر بصوت الطبيب والمطرب والعازف والدارس لعلوم "العلاج بالموسيقى" مهند عطا الله،  فيما ادت المطربة هيفاء كمال اغنية "كلمات" التي صاغها موسيقيا الملحن إحسان المنذر وادتها برقة متناهية المطربة ماجدة الرومي. وحاولت المطربة كمال التي تواصل دراستها الجامعية في فرع الغناء في المعهد الوطني للموسيقى وعملها عضوة في "فرقة عمان للموسيقى العربية" و"فرقة عمان سمفونيتا"، ان تطبع الاغنية ببصمتها الخاصة وهو ما منح الاغنية ملامح بدت اقرب الى روحية المطربة الاردنية الشابة.
وكان مسك ختام الحفل قصيدة "رسالة من تحت الماء" التي وضع ألحانها محمد الموجي، وقدمها بصوته المتمرس المطرب عطا الله هنديلة الذي عرفه جمهور الموسيقى العربية الرصينة في الاردن من قبل مطربا متخصصا في اداء الغناء الاصيل، فسبق له أن شارك مع أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى في إحياء الذكرى العشرين للفنان عبد الحليم حافظ (1997) والذكرى الثالثة والعشرين (2000) والذكرى الرابعة والعشرين (2001).  كما شارك مؤخرا مع "فرقة عمان سمفونيتا" في حفلة حملت العنوان "الأسطورتان – فيروز وعبد الحليم حافظ".

* تقرير مكتوب لصالح مجلة "الموسيقى العربية" 2010



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM