اوباما وسبرنجستين: الرئيس الديمقراطي مع نصيره المغني الليبرالي
ومبعث سعادة فريدريك جوزيف بروس سبرينغستين المولود في لونغ برانش ، بولاية نيوجيرسي ، في العام 1949 ليس بحصوله على واحدة من ارفع خمس جوائز سنوية يمنحها مركز كينيدي لمن اغنوا الثقافة الاميركية المعاصرة بل في ان يمنح الجائزة من قبل اول رئيس اميركي من اصل افريقي، وهو امر سانده صاحب اغنية "حرب" المناهضة للحرب، وكان بمثابة ماكينة اعلامية ضخمة عملت لصالح المرشح الرئاسي حينها: باراك اوباما.
ويوصف سبرنغستين بانه اكثر المغنين الاميركيين حضورا في الاداء الحي بين الجمهور، وهو امر يقصده المغني المعروف بانه ابن الطبقة العاملة الاميركية، بل انه يرى ان الصلة مع الناس هي التي تحدد طريقة تأليفه الأغاني ، اسطواناته ، حفلاته ، بل ان مجمل مسيرته هي صلة "مستمر" مع الجمهور.
انه يعتبر نفسه مغني الناس العاديين: أحلامهم ، احباطاتهم ، اخفاقاتهم وأفراحهم، انهم الشخصيات التي تعيش في أغانيه وتمنحها الحياة، هم الذين يشكلون ملا مح في الهوية الأميركية : الرابحون والخاسرون ، المقامرون والحالمون ، العشاق ، المنبوذون والمشردون. . وبغض النظر عن هذا التقسيم ، يرى سبرنغستين انه معبر عن "مشاعر الساعين بقوة الى انسانيتهم ، والباحثين عن الكرامة والمؤمنين بأن العالم موجود حيث يمكنهم ان يقولوا كلمتهم."
ويأتي تكريم مركز كينيدي لسبرنغستين ومعه : الممثل الشهير روبرتو دي نيرو، مغنية الاوبرا الاميركية السمراء غريس بمبري، الممثل الكوميدي ميل بروكس، وعازف موسيقى الجاز ديف بروبيك بمثابة "اعتراف بأنه كان قد عمل على أن يكون جزءا من الحياة الثقافية في بلده" وهو مبعث سروره مع انه يستدرك ضاحكا "انها واحدة من تلك الأشياء التي تجعلك تفكر... هل وصلنا اخيرا؟"
وضحكة سبرينجستين، تبدو مزاحا مع تلك المفارقة التي تشكلها اعوامه الستين فيما هو لم يزل يرتدي سروالا من الجينز و تي شيرت مرفوع الأكمام فيما تتدلى على صدره مجموعة قلائد تحمل دلالات دينية وافكارا حالمة.
سبرنجسين: مغني الاميركيين العاديين
بروس سبرينغستين المولود لاب سائق حافة وأم تعمل سكرتيرة قانونية، حصل على غيتاره الاول وهو في 13 من عمره وشكل فرقته الأولى وهو في 15 واصدر اسطوانته الأولى ، "تحيات من اسبوري بارك ..نيوجيرسي " وهو في 23 ، وتمت الاشادة به كاسم واعد في موسيقى الروك اند رول وهو في 25 ليستمر في ر حلة عمادها محبة الجمهور وتقديره اللذين انعسكا في لقب "بووس".
وهاجس الارتباط بالناس والتعبير عن احلامهم يرى سبرنغستين انه انعكس في موسيقاه المشغوله بالتعبير عن "أسئلة الهوية" :
"من أنا؟ من أين جئت ؟ كيف لي أن انتهي هنا؟ من هم والداي؟ من أين أتوا؟ ما هي القوى التي تؤثر على حياتهم؟ ما هي القوى التي تؤثر على حياة أصدقائي الآن؟ أين هي الدولة وبرئاسة من ؟ ماذا يعني أن لها علاقة لي؟ ما هي مسؤوليتي حيال ذلك؟ "
وتتواصل الأسئلة من سبرينجستين لتقارب ما يعتبرها اسئلة عمال الحديد والصلب المكافحين في ولاية أوهايو، اسئلة الذين يدينهم القانون في ولايتي لويزيانا ونبراسكا وحتى العمال المهاجرين الذين وصلوا حديثا من المكسيك .
في أغانيه ، يرسم سبرينجستين شخصياته التي تبذل قصارى جهدها لتعيش في الطريق الصحيح ، ان تكون سعيدة وعلى قيد الحياة، انه وانطلاقا من تجربته الخاصة ومراقبته للمصائر الانسانية يغني عن الناس والأرض ومن هنا تأتي افكاره الليبرالية الاقرب الى اليسارية، التي تطورت في السنوات العشرين الماضية الى اقتراب من الديمقراطيين مع انه ظل يحتفظ لنفسه بحق نقدهم، وهو يرى ان على الرئيس اوباما ان ينتهي من الحرب في افغانستان ليتفرغ لانعاش اميركا مجددا عبر العمل على انقاذها من الازمة الاقتصادية.
يذكر ان لسبرنجستين ثلاثة ابناء هم : ايفان ، 19 عاما ، جيسيكا ، 17 عاما و سام ، 15 عاما، و باع أكثر من 120 مليون اسطوانة ، وله 10 اغنيات حققت المراتب الاولى مثل "الرقص في الظلام" ، "نفق الحب" و "أنا على نار" ، وفاز 19 جائزة غرامي ، كما حصل على جائزة الأوسكار لأفضل أغنية "شوارع فيلادلفيا".
* تقرير نشر في صحيفة "الغد" الأردنية 2009 التي كنت مراسلها في واشنطن تحت اسم "حسين الأمير".