قاسم عبد الامير عجام ( يمين) في امسية باتحاد ادباء بابل
لقد كان الراحل الشهيد قاسم عبد الأمير عجام كاتبا يساريا حرا من الطراز الممتــــاز وناقدا رصينا ممتعا، مترعا بالمعرفة والثقافة المنفتحة، واللغة الادبية الجميلة، وكان من القلة القليلة الشريفة التي صانت حرمة قلمها ولم تركع لطاغية مستبد، او تتصافى مـــــع قطيع المرتزقة الجوالين في مؤتمرات "ضرب الثريد المجاني" والتهالك الرخيص على المكارم المحرمة.
وكنت قارئا متابعا وبكل ترحاب كل كتاباته منذ أواسط عـــــام 1970 عندما عدت إلى بغداد من القاهرة، وكان الاستاذ قاسم يتحف مجلة "الثقافة" لصاحبهـــا الصديق الراحل الدكتور صلاح خالص، باستمرار بمقالاته النقدية الرائعة، وكانا مــــــن نسق واحد. ولطالما كان الفقيد الدكتور صلاح يزورني والاستاذ محمد جميل شلش فــــي وزارة الإعلام لتسهيل مواد مجلته أمام الرقابة المتسلطة، ومن ثم الحرص على ديمومــة المجلة على الرغم من عداء السلطة الفاشية الصريح لها بطرف خفي، لان المجلة لـــــــم تدخل "ماراثون" المديح الذي تحرص عليه بتهافت صبياني.
لقد خسر الادب والنقد الحر والصحافة علما بارزا وقلما شريفا ونظيفا، وليس عنـدي واللوعة تعصرني، ما أترحم عليه سوى الإستشهاد بمطلع قصيدتي "طعام المقصلة"، التي رثيت بهــــــــا المناضل الجزائري الشهيد عبد الرحمن خليفة في العام 1960":
لاتقل مات، لن يموت الشهيد ولنا الثأر، والفداء الجديد
*يورد الاستاذ الشاعر علي الحلي، ما شاع سريعا من حكاية روج لها صحافيو النظام السابق وانصاره، حول اغتيال قاسم، ومفادها ان "القتلة هم لصوص ارادوا الاستيلاء على سيارته".