علي عبد الامير عجام* احسن الزملاء الاعلاميون صنعا حين فتحوا الكاميرات والمايكروفونات استعدادا لبيان اجتماع الرئاسات العراقية الثلاث، فهم قدموا للمشاهدين والمراقبين فصلا يكثف مستوى التهافت الذي وصل اليه كبار سياسيي العراق وقادته.
المشهد اقرب الى الفضيحة، ان لم يكن فضيحة مدوية، فقد راح السادة القادة يتدافعون فيما بينهم بل بالمناكب من اجل البقاء في الصف الاول، في اشارة الى ولع مريض بالصدارة والتفوق، لا سيما ان معظمهم يفتقر في ادائه الى اي مستوى له علاقة بالتفوق، فكم من "دفعة" نالها الجعفري والمطلك والخزاعي، كي يظهر الاقل منهم درجة في سلم المسؤولية على الواجهة، حتى ان المالكي شق طريقه بين المتدافعين من اجل الوصول الى المنصة لقراءة البيان الختامي الذي كتبه بخطه رئيس كتلة "القانون" الشيخ خالد العطية على ورق مستل من دفتر ملاحظات، دون ان ننسى جملة النجيفي المتسائلة: "هو من راح يقرأ البيان"؟
من مشهد الاجتماع "الرهيب"
وللنجيفي في المشهد لمسة اخرى، حين توجه بعد انتهاء المالكي من قراءة البيان في نبرة بدأت بالعتب لتنتهي بالغضب، حين حذف العطية فقرة تخص تنفيذ مطالب المتظاهرين والمعتصمين، ليكتفي كاتب البيان بابتسامة دبلوماسية، وليجد في زعيمه المبجل، اي المالكي خير منقذ، حين رد رئيس الوزراء على النجيفي " هاي نحلها بيناتنا" ! وكي لا يبدو الامر فضيحة اضاف زعيم "كتلة الاحرار" الصدرية بهاء الاعرجي معاتبا الجميع : " مو كدام الكاميرات"، سترا لفضيحة لا ساتر لها. حشد من قيادات حزب الدعوة الحاكم (حسن السنيد وحيدر العبادي وعلي العلاق وخالد العطية وصفاء الدين الصافي وياسين مجيد) الذي فاق عدد قيادات الكتل الاخرى، تدافع بالمناكب كي يظهر في الواجهة، ولكنه في حقيقة الامر كان حشدا "ديمقراطيا" حقا، حين وزع الدفعات على الجميع، وراح ضحيتها من هم محسوبون على معسكر دولة الرئيس المالكي. وللحقيقة ايضا .. المتدافعون هنا من اجل الظهور ضمن الخط الاول لقادة البلاد، هم رموز العملية السياسية، وتدافعهم بالمناكب وخطابهم الجانبي، يعكس لا مستوى تهافت العملية السياسية وحسب، بل فصلا آخر من فصول الانحطاط السياسي والثقافي العراقي.
* نشر في موقع "ساحات التحرير" 11/09/2013
|