عراقيون يستذكرون فريق الروك اللبناني الشهير ( ذا نيوز) فيتدفق الحنين الى بغداد مختلفة

تاريخ النشر       12/09/2012 06:00 AM


عمّان- علي عبد الامير
ما ان وضع الموسيقي العراقي، نشأت مجيد، الذي يبدو سعيدا بوصف "حارس النغم الجميل" في بغداد، على صفحته في "فيسبوك" صورة فريق الروك اللبناني الشهير " ذا نيوز"، حتى راح العشرات ممن عاشوا بغداد ايام كانت مدينة مفتوحة، ومنفتحة على الكثير من قيم المدنية، يستذكرون حضور الفريق اللبناني في مدينتهم اوائل سبعينيات القرن الماضي، حين غنى طوال ليال عدة في مكان شديد الاناقة يحمل اسم "مطعم المطعم".

امام "مطعم المطعم"

"ذا نيوز" باعضائه من الأرمن اللبنانيين (مايك بوستانيان "ليد غيتاريست" ويعيش حاليا في فرنسا و الراحل جاك "باس غيتاريست، و آرا هاجيان "درامر" الذي يمتلك فرقة موسيقية في اميركا حاليا، و جون عازف الاورغ الهاموند و ملحقاته) كان حقق حضورا لافتا قبل نحو اربعين عاما في اكثر من عاصمة اوروبية وتحديدا في لندن، حتى حلوا في بغداد، وحملوا في مزيج اغنياتهم من المشاعر العميقة والموسيقى الاصيلة ( الحان ليست مستعارة من اخرين بل هي نتاج شخصي محض لاعضاء الفريق)، لعشاق اللحن الغربي من العراقيين، ما جعلهم يتعلقون بنمط نغمي نادر، تكاد اغنية " تير دروبس"( رابط الاغنية على "يوتيوب" http://www.youtube.com/watch?v=cWD_8AyWkUE" تلخصه بنجاح لافت، فمع عذوبة لحنها وقربها الشديد من ذائقة البغداديين الشرقية وسلاسة كلماتها، كانت هناك علاقة من الاعجاب بهذا الفريق الزائر عمادها المشاعرالرقيقة .
ومع مدخل للحديث عن الفريق واغنياته كما عرفها بغداديون تجاوزا الخمسين الان، كانوا شهدوا حفلات احياها المغني اليوناني الشهير عالميا في سبعينيات القرن الماضي، ديميس روسسز ببغداد، يقول آرمين نيكول بيدروسيان " التقينا بهم فى مطعم المطعم فى السبعينات كانوا يعزفون ويغنون بشكل جميل يتناسب مع ذوق الشباب السائد" ، يقول آخر عن تأثير الفريق على ذائقته مخاطبا صاحب المبادرة بالحديق عن الفريق "هذا كثير يا نشأت... اضعت شريطهم وحزنت كأنني اضعت جوهرة... الان انت تعيد لي هذا الجوهرة، هل تتذكرهم حفلتهم في بغداد؟ كم كان شريطهم يصاحبني في خنادق الحرب، كان تعويذتي للحياة فهو كان رمزا لبغداد ايام بهجتها ومدنيتها ".


الفريق اللبناني الشهير في احدى حفلاته
 
وعلى منوال مشاعر الحنين هذه يقول هافال يوسف "يا أخي اثرت فينا الشجون و رجعتني لزمن جميل صار من المستحيل أن يعود، لان الزمن بأهله، و أهله قد رحلو و ما عادوا ... و الله ابكتني هذه الاغنية".
اما بيرج نزارتيان فيبدو ان له تفاصيل دقيقة عن حضور "ذا نيوز" قائلا " اريد ان اعقب شيئا عن كلامكم الجميل لانني قد عشت هذه الفترة معاكم و مع الزمن الجميل في الموسيقى. اريد ان اقول لكم انا اول الاشخاص الذين نزلوا أغاني فرقة النيوز في الفيسبوك و يمكن تسألونني كيف ؟ اقول لكم صارلي أكثر من 7 اشهر و انا اتكلم مع مدير اعمال الفرقة السابق و درامر"طبال" الفرقة الاصلي واسمه ( آرا يرفانت هاجيان ) الذي هو صديقي الحميم، و تعلمون جيدا ان كل أعضاء الفرقة كانو من الطائفة الارمنية، و لهذا السبب استطعت ان اعمل كونتاكت معه و تكلمنا كثيرا حول حفلاتهم و تواجدهم في بغداد و عزفهم فيه و خصوصا في "مطعم المطعم". " ذا نيوز" كانوا يعملون الشو في لندن و قد تكلمت مع أرا بهذا الموضوع، و قال لي صح عزيزي بيرج كلامك صح و كنا ضيوفا في نفس الشو على فرقة "بينك فلويد" و "يوفو" و قال ايضا نحن اتينا الى العراق بعد ان تدهورت احوال لبنان في الحرب و لكن الشيئ الذي ادهشني حقا في كلامه عندما قال لي و ساكتبها بين قوسين لكي تقرأونها لانها مهمة جدا جدا، عندما قال لي "عزيزي بيرج لقد تفاجئنا بفرقة عراقية اسمها 99% و صاحب الفرقة و عازف كيتارها آرمين بيدروسيان و قلنا لانفسنا ماذا تفعلون يا "نيوز" في بغداد و فيها 99%"، هذا الكلام انقلها لكم من افواه آرا هاجيان الدرامر الاصلي في فرقة نيوز و اترك الحكم لكم أخواني".
بدا النقاش وكأنه عرض لجزء مهم من ذاكرة بغداد التي آوت فريقا مبدعا مثل "ذا نيوز" الهارب من أتون الحرب في لبنان، وبغداد كانت تستطيع أستيعاب الكثير من الفرق للذائقة العالية للمستمع العراقي في تلك الأيام .
صاحب الفكرة، الموسيقي نشأن مجيد، يستعرض حال زملائه من رواد الموسيقى الغربية في بغداد تلك الايام فيقول " كنا مدللين بوقتنا، بمعنى ما ان كنت أترك مكانا أعزف فيه، سرعان ما ألتحق بمكان آخر، لكثرة الامكنة التي تطلب عروض الموسيقى "لايف" والاجور كانت على الدوام مجزية. ومرة أقترحت على اعضاء الفرقة اللي كنت أنتمي الهه أن ننظم "وود ستوك" (حفل في الهواء الطلق)، حماسنا كان عنوانه المغامرة والخوض في معتركات العروض الموسيقية، ولم تتح لنا نحن فرقة توب 20 فرصة التسجيل لشريط الفرقة الأول وهو من تأليفنا وتلحيننا بالكامل الا سنة 1989، بعد أن أغرقت السوق، فرق التي كانت تسمى حينها "خليجية"، بأكثر من أصدار لأغانيهم التي كانت تقليدا لمطربي الأذاعة والتلفزيون، ولم ينل شريطنا حظه، سوى ثلاث أغنيات وضاع الكاسيت في زحمة أنشغالنا في ترتيب أوضاعنا خلال الحرب وبعدها الحصار القاسي".
* نشرت في "الحياة"


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM