لست يائسا، لكن قيمنا تتبدد. نعم انك متفائل أبدي، ومن هنا أقول، ان تلك القيم قد تأخذ أطوارا غير التي عرفنا وخبرنا، ففكرة الحق والعدل والخير، فكرة جاذبة وتكاد تكون الفكرة المولدة للتاريخ الإنساني، لكن حرارة الفكرة لجهة علاقتها بالحضور الإنساني تكاد تخبو.
ضمن هذا الاسترسال في البوح- الألم، في اللقاء الإفتراضي- الحقيقي معك، وإن كان على إرتفاع 33 ألف قدم، ثمة نوع من المشاعر أطّل فجأة، نوع مشاغب وجميل: أن اكتب شوقا ووجدا وأملا...تعبت يا أخي وأريد حقا ثنية تأويني، ثنية لن أجدها ما حييت الا من ثنايا روحك الشاهقة.
كانت تلك سطوري اليك في ايار العام 2001، وتوهمت ان ما بحثت عنه من ثنية تخفف عني هجير غربتي، قد بدا في المنال حين احتضنتك في حديقة دارك بعد عودتي في نيسان العام 2003، لكن قتلة من كهوف الكراهية خرجوا بعد نحو عام وفي 17 أيار ليروّعوا ثنايا الورد والمعرفة ببارودهم. الآن أنا يا أخي ونبراسي يتيم الثنايا الحانية، الآن أنا في هجير موتك القاسي.. لكن الأقسى هو: كيف أكون جديرا بك؟
ali@aliabdulameer.com