علي عبد الأمير عجام
الى أمي مرة اخرى
أيعقل ان قلبك الذي كان ينفطر للحمام في صحن الحسين يتركني هنا لا أهل ولا ولد يتركني هنا لا ظل ولا عشبة غير التي سقاها الله فوق قبرك أنا مفتون يا امي أنا وحيد يا خديجة أنا مضطرب قلق مرتبك أنا مفجوع يا معلّمة القرآن والحرف النبيل انا الذي كان يلهو بالنجوم في عباءتك انا الذي كان يشم الجوري في إزارك لا ضوء في عيني ولا عطر في ثناياي لا أهل ولا ولد أنا يا خديجة حائر متردد فأين رعشة يديك أين صلاة الله أين تربتك أين التراتيل أين الدموع التي كانت تحفّ بها الغيوم أين صرختك حين حملت اليك ترابا من قبر ابي أين ذراعاك أين حضنك أنا أرتجف من برد السؤال أنا أرتعش حيث أعياني الجواب أنا مرهق لا باب يفتحه الله فأغيب ولا مرتجى من هذا الاياب أنا من كان يمرح ليديك أنا من كن شقيقاتي يدرن حولي فأقول مفجوعا: يليق بها البكاء لم أروثتني هديل قلبك وحمام روحك وخشوع التراتيل لم رقّ قلبك كله وتقطّر في روحي كان يكفيني دعاؤك وكان كثيرا عليّ عبير الياسمين لم أنزل الله مخمل ملائكته في يديك ولم أورثتني قلبا من مخملك لم خضّب الائمّة نداءهم في موضعك لم أورثتني كربلاءهم لا عدّل يا أمي لا أهل ولا ولد لا ضفة تأويني ولا وطن أنا في تيه ولا شراع الا إزارك لا نشيد الا صلاتك ولا قلب يطويني الا دموعك انا يا خديجة يتيمك وابنك الاخير وهواك
عمّان 11-2-2011
|