ماجدة الرومي: هناك من يسهم بتخريب ذائقة الاجيال والساهر امل متجدد للغناء العربي

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       20/01/2011 06:00 AM


كتب: علي عبد الامير
اكدت الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي انها صاحبة مشاعر عميقة وراقية وليس من السهولة ان تجدها في نجمات او نجوم الغناء العربي اليوم، فهي تؤكد بحضورها المؤثر في المهرجان الاردني الرابع لاغنية الطفل، انها مغنية صاحبة رسالة ودور انساني، وهذا اذا كانت قد اكدت في غنائها البارع الذي اعتنى بالمشاعر الرقيقة وصاغ في ثمانينيات وتسعينيات الاغنية العربية الحانا ليس من السهولة تقديمها، فأنها بحضورها هذا المهرجان الخاص وبما يحمله من اشارات تربوية لها علاقة بتوجيه الطفل، تؤكد انها تلك الفنانة المزيج بين الموقف الانساني وبين اللمسة الغنائية والموسيقية الشفافة. ومثل هذا المزيج يجعلنا نعيد الاعتبار لدور كبير اجتماعيا وذوقيا يمكن ان يلعبه الفنان العربي والمطرب العربي تحديدا.
وفي لقاء مع اهل الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى، سبق بدء اعمال المهرجان الرابع لاغنية الطفل في الاردن، قالت الفنانة ماجدة الرومي انها سعيدة لوجودها في الاردن اولا وفي مهرجان يعني بثروة كبيرة بين ايدينا، هي الطفل الذي يمكن ان يكون مشروع طموحاتنا.
الطفل: صورتنا في المستقبل
واعربت الفنانة ماجدة الرومي عن ضرورة التعامل المنهجي مع الطفل، فيما لو نشدنا نحن العرب مستقبلا افضل، وقالت: "انني اشارك في المهرجان كأم اولا ثم كفنانة مسؤولة ادرك دور الطفل في مجتمعنا ولا ارتضي ان اتعامل معه بخفة واعرف اننا اذا نشدنا مستقبلا افضل، فإن اهم ما نبدأ به هو الاهتمام بطفلنا، ولا يتم ذلك دون تعلم الاطفال مسؤوليتهم الوطنية ومنحهم الحق في ان يحلموا، وان نضفي عليهم رعايتنا العاطفية".
وتنتقل الرومي وهي التي غنت لبيروت وجراحها، ليسوع المخلص، لمشاعر الحب بوصفها موقفا جميلا ونظيفا من الحياة، لتقول عن علاقتها بالجروح العربية: "اريد ان تكون علاقتي مع قضايا تكشف حجم معاناة عميقة كحال الاطفال في العراق وما يحدث في الجزائر ولبنان وفلسطين، اكثر وضوحا وعمقا، فيهمني اليوم ان اغني لاطفال العراق، وهذه مهمة اجدها تشع في ضميري، واطفال العرب في مناطق أخرى يتعرضون لاذى شديد يمنعهم من تحقيق وجودهم الانساني البسيط، فيما ينشغل العالم بقضايا من احبوا واقاموا علاقات شائنة خاصة، واذا كان العالم مشغولا الى هذا الحد، لماذا لا نذهب الى قضايا جدية، وانا من جهتي احب ان اسهم بصوتي في قضايا التعبير عن الحال المأساوي للانسان وللطفل بشكل خاص عندنا".

السيدة ماجدة الرومي: احب ان اسهم بصوتي في قضايا التعبير عن الحال المأساوي للانسان  

ووعي ماجدة الرومي لقضايا وطنها لبنان، وانسانه وويلات حربه الطويلة، جعلها تنشد الخلاص له، ولأمكنة وشعوب تعيش المأزق ذاته وتتجرع مراراته، فتقول عن فلسطين وحلمها الكبير بزيارة ارضها المقدسة: "تعلقت بالسلام الذي يعني الحرية والذي يحترم كراماتنا ولا يساوم علينا ليحولنا الى مستسلمين، فأما العيش بكرامة او الموت بكرامة، اما الذل فلا، هكذا الوطن والعيش فيه عندي، ولو دعاني اطفال العرب من ارض 1948 المحتلة فلن اتمكن من الذهاب، فبلدي ما زالت في حالة حرب مع اسرائيل غير ان قلبي مع هؤلاء، ولا يمكن لي او لاحد ان يستثنيهم من المحبة، ولكني لا اخفي اكبر احلام حياتي وهو ان ازور ارض فلسطين المقدسة، ولدي الشوق والرغبة لزيارتها ورؤية ارضها قبل موتي".
كاظم الساهر امل متجدد للغناء العربي
ولا تخفي ماجدة الرومي سعادتها ما ان يصل الحديث الى موضوع شريطها الغنائي الجديد "طوق الياسمين" الذي اختارت عنوانه من قصيدة للراحل نزار قباني لحنها الساهر، فهو موضوع يتصل بتعاونها مع المطرب والملحن العراقي كاظم الساهر الذي تقول عنه: "كاظم امل متجدد للعالم العربي في الغناء، فهو يقدم قصيدة رصينة بمضمون موسيقي رفيع، وحرصي على التعاون مع الساهر ليس بالالحان فحسب، بل وفي الغناء المشترك عن علاقة الزوجين التي ستكون موضوع اغنية مشتركة بيني وبين كاظم. واتمنى ان تصيب عدوى النمط الغنائي الراقي الذي يقدمه الساهر بقية اهل الغناء العرب، ليظهر دورهم الحقيقي في تعديل الذائقة بعدما اصابتها الاشكال السطحية والعابرة بالكثير من الهشاشة والرداءة".

 
وقاد هذا الحديث فنانتنا وضيفتنا الرقيقة ماجدة الرومي للوصول الى قضية تتصل بالنتائج التي توصلت اليها والمحت الى انها لا تستبعد وجود خطة تورط فيها كثيرون (من بيننا) لترويج لون خاص من الاغنيات عبر المحطات الفضائية العربية، ومهمة هؤلاء تبدو وكأنها تهدف الى افراغنا من قيمنا الحقيقية وتحجيم احلامنا الى حد الالغاء وصولا الى امتلاك كل شئ على الارض، بعد تمكنهم من امتلاك او الغاء الانسان (لا فرق)، وان هؤلاء الذين يشتركون في تنفيذ هذه الخطة يعرفون جيدا دور الثقافة والفنون الجادة في تدعيم الوجود الانساني في اوطاننا، لذا يعملون على تفتيتها ليسهل عليهم امتلاك الانسان وتشكيله بالطريقة التي يريدون".
*نشرت في "الرأي" الاردنية العام 1991


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM