نقد أدبي  



أكاديمية اميركية تدرس أدب الكاتبات العربيات

تاريخ النشر       16/01/2011 06:00 AM


كوك: كتبت رواية "حياتي" بأصوات ثلاثة اجيال من النساء الفلسطينيات
عمّان – علي عبد الامير
ترى الأكاديمية الأميركية والناقدة الدكتورة مريام كوك انها حين درست أدب الكاتبات العربيات، وجدت منظوراَ لقراءة المجتمع العربي المعاصر من خلال ما كتبته اميلي نصر الله، غادة السمان، ليلى عسيران، ديزي الأمير، حنان الشيخ، اتيل عدنان، تيريز عواد، سحر خليفة وغيرهن وانها اهتمت بموضوعة: "النساء في الحرب" كما عكسها ادب الكاتبات العربيات لما لهذه الموضوعة من اهمية استثنائية لجهة وقوع النساء في مركز الحرب لجهة كونها مقاتلة و "استخذام جسدها ضمن عمليات الأغتصاب لإحداث قدر ممكن من الإحباط في صفوف العدو".
وتشير استاذة الأدب العربي الحديث في "جامعة ديوك" بولاية كارولاينا الشمالية في حديث لـ"الرأي" الى ان علاقتها بالأدب العربي الحديث بدأت مع الأثر الفكري لأدب الروائي والكاتب المصري يحيى حقي عبر كتابها " تشريح يحيى حقي" 1984 الذي كان اطروحتها للدكتوراه من جامعة كامبردج، ثم لتواصل اهتمامها بصاحب "قنديل ام هاشم" في كتابها "صباح الخير وقصص اخرى" 1987 الذي ترجمت فيه مجموعة من قصصه التي ترى فيها كوك انها في غاية الأهمية لجهة المثاقفة والمعرفة التي تتضمها وبما تجعل من صاحبها "احد المثقفين المصريين الكبار في القرن العشرين".

البروفيسورة ماريام كووك: حروب ما بعد الحداثة تركزّت نتائجها على النساء

وعن اهتمامها بأدب الكاتبات العربيات و "صورة الحرب" في كتاباتهن توضح كوك بعربية تغلب عليها لهجة اهل الشام (قضيت في بيروت اشهر عدة) ان اهتمامها كان بدأ مع عملها في مجلة نسائية، وكان هناك محور عن الكاتبات في لبنان وذلك عام 1980 حين كانت البلاد تعيش حرباَ اهلية وكان لافتا لإنتباهها ذلك التأثير الذي تركته الحرب في ادب اميلي نصر الله، غادة السمان (السورية المقيمة في بيروت)، ليلى عسيران، ديزي الأمير (العراقية المقيمة في بيروت)، حنان الشيخ، اتيل عدنان، تيريز عواد وغيرهن. من هنا وعبر دراسة نتاج الأديبات للفترة من 1975 (بدء الحرب الأهلية) الى عام 1982 (الإجتياح الإسرائيلي) تكونت مادة كتابها "الأصوات الأخرى للحرب" 1988 الذي اعيد طبعه عام 1996.
وتضيف البروفيسورة كوك "من خلال الكتاب ركزت في دراستي على هوامش بيروت ومركزها كما يكشفه ادب الكاتبات اللبنانيات في الحرب الأهلية "لافتة ان اهتمامها ب"النسوية" أو "الفمينيزوم" في الأدب العربي المعاصر قادها الى كتابها (بالتعاون مع مارغوت باردون) " افتحوا البوابات –  قرن من الكتابة النسوية العربية" 1990 الذي ترجم الى الهولندية 1991 والألمانية 1992.
وحول الإنعكاسات التي باتت الحروب الجديدة (تسميها كوك، حروب ما بعد الحداثة) تتركها على النساء، ومن كيف للأدب ان يلتقط تلك التأثيرات، تقول صاحبة كتاب "النساء وقصة الحرب" ان "حروب ما بعد الحداثة اظهرت المرأة هدفاَ للعدوان، وان وجود المرأة في الحرب اصبح مفيداَ للعدو لجهة اغتصاب النساء واستخدام ذلك في احباط العدو، كما ان هذه الحروب جعلت النساء في واجهة الأحداث فوسائل الإتصال اصبحت كفيلة بالكشف عن مشاهد دخول المحاربين للبيوت، قتل الأولاد وما يعنيه ذلك للنساء اللائي اصبحن مقاتلات وإن لم يحملن سلاحاَ وانهن في الخطوط الأمامية وان كن يجلسن في بيوتهن".
ومن بين ما تعتبرها كوك كتابات لأديبات عربيات "سجلت لحظات انسانية لاتنسى من ذاكرة الحرب"، تظهر الشخصية النسائية (نزهة) التي ابدعتها الكاتبة الفلسطينية سحر خليفة في "باب الساحة" التي " تدخل السجن مع حبيبها خلال الإنتفاضة الأولى وكيف ان حبيبها خرج من السجن ليعتبر بطلاَ فيما هي خرجت لتعتبر مومساَ "، وتستطرد كوك في وصف البناء الحكائي لعمل خليفة متوقفة عند المعالجة الموفقة لمسارات الأحداث " عناية خليفة بمتابعة الملمح النسوي مكنتها من ايجاد نهايات منطقية وضمن بناء فني قوي"، وهنا تلفت كوك الى ما يسميه الفرنسي فرانز فانون "ستراتيجية النسوية".
والى جانب "الحرب في ادب الكاتبات العربيات" اهتمت كوك بموضوعة "الأسلام والنسوية" في كتابها " نسوية اسلامية من خلال الأدب" وهذا جزء من عملها ضمن مشروع بحثي بدأته في خريف 1999 بالإشتراك مع بروس لورنس. والى جانب هذا الإهتمام فأن كوك بدأت منذ الأعوام الثلاثة الماضية بحثا في الدراسات المتوسطية لفائدة اساتذة "جامعة ديوك" وطلبتها من خلال التعاون مع جامعة تونس.
وعن احداث كتبها، رواية "حياتي" التي وضعت عنوانها كما هو بالعربية تقول مريام كوك التي درست وبحثت في لبنان، مصر، المغرب وسوريا "كتبتها بأصوات ثلاثة اجيال من النساء الفلسطينيات اللائي تظهر حياتهن تداعيات الحرب، التهجير والفقر".
وللبروفيسورة كوك عدد كبير من المقالات في مجلات اكاديمية ومراكز بحوث جامعية، كانت محاورها حول ادب الكاتبات العربيات والأدب العربي المعاصر والأسلام والمرأة والشخصية المتوسطية.
*نشرت في صحيفة "الرأي" الاردنية


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM