علي عبد الأمير الأشهر الأولى من كل عام, تشهد أماسي إستثنائية, هي إحتفالات متميزة للموسيقى المعاصرة وطفلتها المدللة – الأغنية – وفيها الى جانب الإستعراض وبهرجة الأضواء, فرصة للتداول وإقامة جردة حساب لنتائج عام مضى .. التسميات تتعدد وتكتظ أوراق الترشيح, فهناك دائماً وفرة من الأشياء الجديدة التي تستحق التنويه أو الجوائز, نجوم الغناء في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من مدن العالم يتطلعون لمناسبات كهذه وقد سبقتهم الى أروقة الإحتفال, أعمالهم الغنائية التي أصدروها في الموسم الماضي. وقبل أن نتحدث بإسهاب عن (جائزة غرامي) وهي الأهم في عالم الموسيقى والأغنية المعاصرة, والتي وضعنا شارتها (غرامفون) ذهبي صغير عنواناً لهذه المقالة, لابد من الحديث عن جائزة تسبق موعد جائزة (غرامي) وبدأت تستقطب سنة بعد أخرى الكثير من الأنظار, الجائزة هي ما تسمى بـ (الإيمي) أو جوائز الموسيقى الأميركية, التقييم ومستواه بدأ ناضجاً حين ذهبت الجوائز الى أسماء تستحقها فعلاً غير أنها لابد أن تداعب إسماً أو أكثر مِمن حقق نجاحاً تجارياً بطريقة (الصرعة) المعروفة. جوائز (الإيمي) لهذا العام سيطرت عليها ثلاثة أسماء لامعة, فهناك: * "جانيت جاكسون" المغنية الشابة التي أصبحت أغنيتها تشكل درساً جميلاً في الإيقاع, وعن إسطوانتها (بلاد النغم) وما تضمنت من أغنيات – سبق الإشارة إليها في عدد ماض من حراس الوطن – إستحقت ثلاث جوائز واحدة منها عن الأغنية (إفتقدتك كثيراً). * الفريق الغنائي "ميلي فانيلي" حصد أربع جوائز !! لا لم تكن النتيجة مفاجأة, فلائحة أفضل الأغنيات وعلى إمتداد أسابيع العام الماضي كانت مشغولة بأغنيات هذا الفريق وغالباً ما تصدرتها. * "بولا عبدول" بعد أن تركت لمساتها المُبدعة في الكوريغراف – لتصميم الرقصات – إنتقلت الى الغناء وكانت أكثر إبداعاً, وحضرت في أمسية توزيع جوائز (الإيمي) لا عبر عرضها المدهش, بل في تسميتها لجائزة أفضل مغنية لأغنية الإيقاعات المتعددة والتي نالتها عن إستحقاق وجدارة. بعد هذه الأسماء لابد من التنويه بالجائزة الممنوحة لإسم "برنس" المغني وكاتب الموسيقى الغريب الأطوار, وكانت جائزة خاصة عن مُجمل إنجازاته – قد لا يكون آخرها الموسيقى الممتعة لفليم لا يقل متعة هو "باتمان". حين تكون للسينما أوسكاراتها الذهبية, فللموسيقى دهشة مقاربة هي (الغرامفونات) الذهبية أو جوائز غرامي, وخشبة المسرح التي أقامت عليها الجمعية الأميركية لعلوم التسجيلات الصوتية والموسيقية بـ "لوس أنجلوس" في شباط الماضي, قفز إليها العديد من نجوم الغناء ليحملوا تميمة الجائزة. إنه الموسم الثاني والثلاثون لهذه الجائزة, وأدناه لائحة بالفائزين مع جملة تعريف قصيرة: * جائزة خاصة عن مجمل الإنجاز الفني للمغني الشهير "بول مكارتني", الإسم الذي إنطلق مع البيتلز – الفريق الذي هزّ بعنف ذائقة الشباب أيام الستينات – أوساط كثيرة إستحسنت هذا الإختيار على الرغم من أنه جاء متأخراً. * جائزة خاصة أخرى لإسم لامع في موسيقى الجاز ألا وهو "مايلز ديفز" لا تكريماً عن إنجازه الفريد بل تذكيراً متميزاً بمناسبة رحيله قبل أشهر. * نجمة الأمسية كانت "بوني رايت" حصدت أربع جوائز عن أغنيات تضمنتها المجموعة الغنائية (شيطان الوقت) هذه المغنية البالغة من العمر (40) عاماً لم تتوقف عند حدود التفوق في الغناء الإنفرادي بل كانت لها أغنية وجائزة عبر عملها المشترك مع المغني "جوني لي هوكر" العمل حمل عنوان (أنا, هي ... العالم). * المغنية "لندا رونشتات" التي عُرفت قبل موسمين بأغنية ثنائية مع المغني "جيمس أنغرام" عادت هذه المرة عبر أغنية ثنائية أيضاً هي (لا أعرف كثيراً) وعنها نالت جائزة أفضل أداء ثنائي لأغاني البوب بالإشتراك مع المغني "آرون نيلفيل". * المغنية بل قل النجمة السينمائية الكوميدية "بيت ميدلر" وعبر أغنيتها الممتعة حقاً (الريح تحت أجنحتي) نالت جائزتين هما لأفضل أغنية ولأفضل تسجيل, تلك الأغنية كم إستطاعت أن تحمل مستمعها الى العلو الروحي الذي حلقت فيه المغنية "ميدلر" عبر صوتها الممتليء بالحنين والعذوبة. * الفريق الغنائي "ميلي فانيلي" الذي نال أربع جوائز في منافسات "الإيمي" سُمي هنا لجائزة أفضل فنان واعد ونالها بعد منافسة قوية. * مغني فريق "ايغلز" دون هينلي الذي نال جائزة غرامي في موسم 1986 عن أغنية (صبية الصيف) نافس هذا العام عبر أغنية (نهاية البراءة) على جائزة أفضل أداء إنفرادي للروك وفاز بها مخلِّفاً العديد من الأسماء. جوائز "غرامي" تحتفي بالأغنية وبالموسيقى أينما تجسدت, فهي تهتم بنشاط تتجدد فيه الأغنية وتنشط عبر مزاوجة بصرية توفرها مؤثرات (الفيديو) فهناك جائزة لأفضل شريط فيديو قصير لأغنية وفاز بها هذا العام "مايكل جاكسون" عن أغنيته المصورة (دعني لوحدي) التي حملت في مشاهدها تحية خاصة للنجمة "اليزابيث تايلور" الجائزة الثانية وهي لأفضل شريط فيديو طويل لعمل موسيقي أو مجموعة غنائية ذهبت للمغنية المتألقة (جانيت جاكسون) عن شريط الفيديو الذي صورت عليه أغنيات مجموعتها "بلاد النغم".
الثنائي الاكثر نيلا للجوائز العام 1990 ميللي فانيللي: لاحقا تكشفت انهما لم يكونا صاحبي الصوت الحقيقي؟
تُرى هل إن النتائج وكما قدمناها بإيجاز هي حقاً أفضل ما في إنتاج العام الماضي من الأغنيات أو الموسيقى؟, لا أعتقد ... فمن – منظور شخصي – أرى أن هناك أغنيات وخاصة من النجمة "ليزا مانيللي" الممثلة ونجمة الإستعراض الغنائي تستحق الإشادة عبر جائزة مهمة مثل "غرامي" غير أنها غابت عن لائحة النتائج الفائزة, كما أن ما قدّمه "فيل كولينز" من أغنيات, كذلك المغني الشاب "ريتشارد ماركس" والمغنية "غلوريا استيفان"
وهي جميعاً أسماء صاغت ألحانها بتفوق, جعل غيابها عن لائحة الفوز يشكل أكثر من علامة تعجب عند المتذوق لهذا النمط من الأداء الموسيقي والغنائي. في تلك الأمسية , لم تكن المعايير الفنية الصرفة هي الحاضرة بل مداخلات غريبة لن تكون بعيدة عن مؤشر المبيعات الذي تحققه أي إسطوانة. إضافة لكل هذا فهناك الكثير الكثير من المرح والإستعراض وهذا كله تحية للموسيقى والأغنيات.
* متابعة نقدية نشرت في مجلة "حراس الوطن"24 حزيران 1990
|