نصوص  



موتها الباعث على الحياة

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       02/07/2010 06:00 AM


تقولين: حدق في عيني جيدا
دعك من اشراقة نشوتها وامعن النظر في اقفال ابوابي
ستأخذك الى ما انا بصدد البرهان عليه
الى موطني الآمن
الى موتي الذي نفضت غباره قليلا كي أطل عليك
الى روحي التي اقتادت النجوم وغفت معه في سرير بارد

 

لن أمرح معك كثيرا
لن تتذوق كرزا بريا في شفتي
لن تغويني موسيقاك
انا منفية معك هنا
انا مأسورة بضوء بالنجوم هناك وان كانت في سماء باردة
بموطني الشخصي 
بزهرتي البرية

مشغولة بالعثور عليها هناك ،
مشغولة بالبحث عنك في الوانها
حتى انني كدت اتلمسك فيها

 
أوشكت ان أتنفسك فيّ
هل لك ان تغمرني بانفاسك
هل لك ان تستيقظ فيّ
مثلما ايقظتك فيك
هل لك ان تصطفي نفسك وتجعلني نوارة ايامك؟

 
استيقظ فيّ
اشعل دمي بفوانيس رغباتك
انا لك الان على غفلة
من موتي الذي نفضت غباره قليلا كي أطل عليك
انا لست في عالم سفلي كي اسألك انقاذي

 
انا هنا كي انثر عليك عنبر انوثتي
تذكّر انني ومضة تضيء ظلامك
نبضة تشغل دمك المنطفىء
اطل عليك بها من موت شاسع وفسيح
مثلما عليك ان تتذكر برودة ذراعيك
وان كانا انشغلا في سهل ادماهما كثيرا في صخبه
لن استيقظ من غفوتي
قبل أن تأتني ببرهان انفاسك
تنفس فيّ و لي وأجعلني نوارتك
وأحضر لي في موتي
مثلما انا أهز فيك أردان الحياة


استيقظ بي
كي انقذك من كاتدرائية الظلام
استيقظ لي
كنت تعيش كذبة
اسمها حياتك
فيما انا نوارتك وان كنت في موت شاسع وفسيح
تتوهم انقاذك لي
تقول، مع انني ارتعش لما تهمس به: خلي وخلاصي
لكن أي خلاص أحمله لك
وأنت مدفون في قبور حياتك؟
يا حبيبي وان كنت رعشة الحياة
لكن تذكر انك لن تظفر بي وانت تؤثر منزلة القتلى
تنثني روحي لك الان
يرقّ جسدي وتطير حماماته اليك
ترتعش أجنحتها بين ذراعيك
فانفض كل هذا الغبار عن موتي
لقد كنت هناك كأنني في تابوت بارد وفسيح
أغلق عيني باتساع


لن اسمح لك ان تموت هنا في أقفال حياتك
مثلما لن تغوني كي أهرع اليك من موت صاخب
إستيقظ فيّ
تنفس لك فيّ
مثلما أيقظتك فيك
وأجعلني زهرتك الانيسة
ونوارة أيامك

واشنطن حزيران 2010



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM