العراق 1997: 2512 عملية تهريب للعملات والآثار والمخطوطات والمعادن النفيسة

تاريخ النشر       14/06/2010 06:00 AM


عمّان – علي عبد الأمير
تقول مصادر الهيئة العامة للجمارك العراقية انها تمكنت من السيطرة على 2512 حالة تهريب خلال عام 1997, وتعزو تلك المصادر الزيادة في حالات التهريب الى إتخاذ "جهات معادية" التهريب كأحد أشكال "التخريب الإقتصادي".
 ويضيف مدير عام الهيئة الدكتور حميد شكر ان التهريب يزداد بقصد "إستنزاف" موارد العراق الأساسية والمهمة التي تدخل في حركة الأنشطة الإقتصادية المختلفة, كما انه يؤدي من جهة أخرى الى إشاعة إستخدام مواد خارج المواصفات والقياسات الصحيحة ومنها مواد غذائية تساهم في توسيع رقعة التلوث وزيادة حالات التسمم بين المواطنين.
 واعتبر مدير مركز جمارك المنفذ الحدودي في طريبيل (على الحدود الأردنية) ان غالبية الأموال العراقية المهربة تمر من خلال هذا المنفذ, إلا ان المركز استطاع إلقاء القبض على حالات تهريب بأموال عراقية طائلة وصلت الى عشرات المليارات.
 وأشار سطام حسين مرهون الى ان المهربين يتفننون في إبتداع وسائل للتهريب, منها تقديم الرشوة الى بعض موظفي المركز, ولكن وسيلة كهذه لم تؤثر – كما يضيف حسين مرهون – على إخلاص موظفي مركز طريبيل الجمركي على أداء مهمتهم (الوطنية), إضافة الى قيامهم بوضع كميات ضخمة من الأوراق النقدية في أكياس بلاستيكية قوية وإخفائها داخل خزانات الوقود.
ويقول مسؤولون في الهيئة العامة للجمارك ان حالات التهريب تضمنت تهريب الآثار العراقية والسبائك النحاسية والفضية والذهبية إضافة الى المصوغات الجديدة والقديمة وقطع غيار السيارات والمنتوجات النفطية وأصباغ السيارات والأسلحة بمختلف أنواعها والسجائر والملابس والكتب النادرة (المخطوطات) والعديد من المراجع الأساسية باللغتين العربية والإنجليزية.
ويورد المسؤولون حكايات عن كشفهم لحالات غريبة من التهريب يتم بموجبها إبتداع وسائل نادرة حيث يخفى الذهب في أجهزة ملحقة بالسيارات أو التي يتم تحويرها كالهيكل الرئيسي للسيارة (الشاسيه) أو الدعامتين الأمامية والخلفية وأحواض الوقود.
 كما يتم تهريب السجائر في الإطارات الإحتياطية أو داخل أحواض الوقود, أما العملات الأجنبية فحصّتها من عمليات التهريب ووسائله هي الأكبر, فإلى جانب صنع تجاويف دقيقة داخل صناديق خشبية تأتي طرق مثل صنع (أنعال) من العملات توضع تحت الأحذية بدلاً من الأنعال العادية او (تُبرم) العملات الورقية الأجنبية بين طيات الأحزمة وثنايا الملابس والعباءات.
وغالباً ما يتم استخدام عبوات الدبس (مربى التمر) في إخفاء الخواتم الذهبية أو السلاسل وقطع الحلي الثمينة وبعض الأحجار الكريمة.
 ودعت الهيئة العامة للجمارك الى إنشاء قسم تدريب خاص لموظفيها على ان يتم إسناد القسم بعناصر خاصة من كلية الشرطة أو مديرية شرطة الحدود وتجهيزه بمعدات وتقنيات جديدة تمكن منتسبيها من زيادة قدرتهم على وضع حد لعمليات تهريب زادت بنسبة 60% على ما شهده عام 1996.
* نشرت في صحيفة "الشرق الأوسط" 10/2/1998


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM