نصوص  



ما يحصل للأمل عادة

تاريخ النشر       29/05/2010 06:00 AM


علي عبد الأمير*

 الى أخي قاسم

لم أجد نظرة تطلب شفقة في عينيك يوما

ولا نبرة حاجة في صوتك

لذا انا متيقن انك لم تضعف والرصاصة الى جبينك

لم اته في الطريق اليك

حتى انني عرفت رأسك الذبيح وقلت هذا ابن أمي وأبي

هذه عيناه تغرورقان بالدمع حزنا على غيابي

كم أضناه غيابي

في البلاد بحثا عن حلم خائب

في البلاد الواقعية حيث الحرب كثيرا

في المنفى

في الاياب

أورثني شعلته

أورثني رقّة معشره

 له كل جميل فيّ

وبعيدا عنه كل سوء إنطويت عليه

رفع البلاد الى مصاف جنة الأحلام

فأورثته المهالك

آوى الفراشات

فانقضت عليه النسور

أورثني الرفعة لكن الأوحال أثقلت خطاه

لم يعلمني ان للعاشق يدا من حرير

غير انني أدركت رقّة يدي

في أول خصر كنت اكتشف طراوته

 

 

 قاسم (جلوسا) وعلي عبد الأمير عجام - بغداد تشرين الأول 2003

 

 لم يكن مولعا بالعراك

غير انه كان منذورا للإختلاف

كان المجدد لفكرة تهرأت أمجادها

لم يكن ابن الأمل المتثائب

كان ابن الألم الحي الخضيب

إكتوى بالنار

من أجل جمر الأسئلة

أسئلة عن العثرات كي نستقيم

وأسئلة عن العدل كي لا ننحرف عن الميزان

حيث رهافته وصدقه الجارح

 

أورثني الورد

لذا يتحول العبير في كل آذار

شهقات دامعات ومخملا من سوسن

أورثني الربيع

فأيقظ فيّ نسيما وندى

غير انه بعد ثلاثة عقود من صداقة التراب والعشب

كان ذبيحا قرب ترعة كان أحسن سقيها للتو

هذا ما يحصل للأمل عادة في ارض القسوة

هذا ما يحصل للنسمة في الزوبعة

هذا ما يحصل للنجمة اذ تهوي الى قبر في "وادي السلام"

 هذا ما يحصل للوردة

للعبير

لكتف ينداح منها جدول

لقلب بمرتبة النبع

ليد يتدفق منها الضوء

ورأس تمطر ريشا

هذا ما حصل لأخي المذبوح

ابن أمي التقية الخضراء

وأبي العادل الحزين

هذا ماحصل لقاسم اذ صار دمه حمامة

فتعلقت بجناحها وهي تطير

 

*النص قرأ في عدد من الإحتفاليات التي أحيت ذكرى إغتيال قاسم عبد الامير عجام

ونشر في صحيفة "العالم" البغدادية، وصحف مواقع ثقافية عراقية وعربية أخرى.



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM