العراق 2001: سعي الى قطع دابر اقراص (الفحشاء والرذيلة) الكومبيوترية

تاريخ النشر       09/12/2009 06:00 AM


" مجتمع الفضيلة " العراقي يقطع دابر اقراص "الفحشاء والرذيلة" الكومبيوترية

عمّان –علي عبد الأمير
في خطوة هدفت " قطع دابرالبثور سيئة الغرض ونيتها في النيل من لحمة مجتمعنا وسداه وقيمه العليا واخلاقه الرفيعة " اصدر مجلس قيادة الثورة (اعلى هيئة تشريعية في العراق) قراراً جاء فيه "يعاقب بالحبس مدة  تقل عن 6 اشهر وبغرامة لا تقل عن خمسمئة الف دينار ولا تزيد على مليوني دينار أو باحدى هاتين العقوبتين كل من صنع أو استورد أو اصدر أو حاز او احرز أو نقل بقصد الاستغلال أو التوزيع كتاباً أو مطبوعات أو كتابات اخرى أو رسوماً او صوراً أو افلاماً أو اقراصاً اورموزاَ أو غير ذلك من الاشياء اذا كانت مخلة بالحياء أو الاداب العامة أو النظام العام أو كان تداولها ممنوعاً".
وتشمل عقوبة القرار "من اعلن عن شيء من الممنوعات الواردة فيه أو عرضه على انظار الجمهور أو عرضه للبيع أو الايجار ولو في غير علانية، وكل من وزعه و سلمه للتوزيع باية وسيلة كانت ويعد ظرفاً مشدداً ارتكاب الجريمة بقصد افساد الاخلاق، وتسري العقوبة المذكورة على دور السينما ".
" الحياة " كانت عرضت خلال العام الماضي الى ظاهرتين انتشرتا بين اوساط الشباب العراقي في الآونة الأخيرة  ، وهي عرض اقراص كومبيوترية تتضمن افلام خليعة في مناطق في مقاهي  بغداد والمحافظات او تأجيرها من خلال محال انتشرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية لعرضها في اجهزة " فيديو سي دي " تباع باسعار في العراق باسعار اقل بكثير من اجهزة الفيديو التقليدية .  والظاهرة الثانية كانت عرض افلام خليعة في دور السينما ضمن عروض تبدو عادية ولاتتحمل المشاهد المثيرة ، وكان هذا " المونتاج " جزءا من خطة اصحاب دور السينما للشباب الباحث عن "لذة عابرة" .
و" مجتمع الفضيلة " العراقي كما تسميه صحيفة " نبض الشباب " الصادرة عن " الإتحاد العام لشباب العراق" يبارك "هذا القرار السديد الحاسم الذي قطع دابر البثور سيئة الغرض ونيتها في النيل من لحمة مجتمعنا وسداه وقيمه العليا واخلاقه الرفيعة " منوهة  إلى "الغايات التهديمية لهذه الممنوعات بتداولها بين الناس سواء كان مصدرها خارجياً أو مصنعها محلياً".
 
نتاجات "الحملة الايمانية"
وكانت دعوات صدرت باسم " الحملة الإيمانية " تدعو الى وسائل اجتثاث " الداء الوبيل " مؤكدة ان " جهات شريرة تقصد ابعاد شباب العراق عن دوره الديني والوطني الملتزم ، كانت وراء ترويج اقراص الأفلام الخليعة ووسائل عرضها في السوق العراقية ".
ويبدو ان حملات فرق " الرقابة " التي تسيرها وزارة الإعلام العراقية على محال بيع وتأجير الأقراص لم تفلح في منع وصول الأفلام وبكميات كبيرة الى الشباب .وتسلك الأقراص الأصلية طرقها الى بغداد عبر مناطق من كردستان المفتوحة الحدود مع كل من تركيا وسوريا وايران فضلا عن تسجيل الأفلام من قنوات اباحية عبر محطات اوروبية يلتقطها عراقيون بغفلة من السلطات الرسمية حين ينصبون صحون لاقطة يتم تهريبها عبر كردستان وسوريا والأردن .
و"ذعر" السلطات العراقية من  البث الإعلامي الحر في الفضائيات وجد من المواد الإباحية سلاحه القوي لتأكيد منع الصحون اللاقطة واجهزة استقبال البث حين اكد الرئيس صدام حسين رفض السماح لدخول العراق الى الإجماع العالمي على حرية البث التلفزيوني معتبرا في حديث الى مجلس الوزراء ان " الفضائيات تسهم في افساد الشباب ".

سلطات صدام حسين: تشجيع الزواج لمواجهة الفحشاء
 
ويشدد المسؤولون الحكوميون على ان " الحملة الإيمانية " واجراءات تشجيع الشباب العراقي على الزواج عبر حفلات  " الزواج الجماعي "  وتقديم القروض المالية ( خمسمائة الف دينار عراقي أي نحو 200 دولارا) تسهم في ابعاد " مجتمع الفضيلة " عن " قيم الرذيلة " التي تتهم " جهات مشبوهة " بتسريبها الى البلاد .
 
*تقرير نشر في ملحق "شباب" صحيفة "الحياة" 2001


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM