العراق يعتبر تجفيف الاهوار (عملا سياديا)

تاريخ النشر       09/12/2009 06:00 AM


عمّان – الحياة
ردً العراق على ما أوضحه برنامج الامم المتحدة للبيئة من نتائج خطيرة ترتبت على قيام السلطات العراقية بتجفيف الاهوار في الجنوب معتبرا ما قام به "عملا سياديـا" وان دوافعه جاءت لاعتبارات "اروائية وزراعية".
وافادت صيفة "بابل" المملوكة لعدي النجل الاكبر للرئيس صدام حسين ان "تجفيف الاهوار مشروع اروائي طبيعي تقوم به دولة ذات سيادة ضمن اراضيهـا وبموجب اعتبارات اروائية وزراعية خاصة".
وهاجمت كل من الكويت وايران، بعد اعلان الاولى انها ستدرس نتائج تجفيف الاهوار في العراق على بيئة الكويت، فيما كان وكيل وزارة الزراعة الايراني اوضح قبل ايام في تصريحات صحافية ان بلاده تكبدت خسائر بيئية خلال حرب الخليج الثانيــة بلغت 23 بليون دولار.
واعتبرت "بابل" الحديث عن تدمير بيئة الاهوار يأتي ضمن حملة للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق بعد حملات التنديد الدولية باجراءات الحكومة العراقية ضد حقوق الانسان، وان "البيئة ستكون لافتة الحملة الجديدة ضد العراق"، لافتة ان هدف الحملة "توفير الغطاء لعملية النهب التي تمارسها لجنة التعويضات لأموال العراق".

اهوار العراق بعد قرار نظام صدام حسين تجفيفها
 
وكان برنامج الامم المتحدة للبيئة أوضح في تقرير له الاسبوع الماضي، ما ألحقته خطة الحكومة العراقية في تجفيف الاهوار من اضرار في بيئة المنطقة التي تمتد على مساحة من جنوب العراق.
معلوم ان بغداد نفذت خطة تجفيف الاهوار على مراحل ابتداء  من العام 1992 وفق خطة تعتبرها المعارضة العراقية "عقابا لعرب الاهوار الذين ناوؤا السلطة وكانت منطقتهم ملجأ للهاربين من الخدمة العسكرية والمعارضين المسلحين الذين اشتركوا في الانتفاضة الشعبية" عقب حـرب الخليج الثانية عام 1991 .

أهوار العراق .... وحقوق البيئة
ورأت صحيفة عدي صدام حسين ان "الحملة الاعلامية هذه الايام على العراق تحوي كعادتها مواضيع قديمة مستهلكة فقـدت مفعولها بعد ان ثبت زيفها وعدم صحتها ... لكن الجيد في الحملة هذه الايام هو موضوع ما يطلقون عليه تجفيف الاهوار في جنوب العراق وما سببه هذا الموضوع من دمار للبيئة حسب ادعائهم وهجرة طيورها "المسكينة" التي فقدت حياتها "السعيدة" بسبب هذا العمل اللا انساني على البيئة في جنوب العراق".
 وتزيد الصحيفة بقولها ان "من المؤسف ان يقود برنامج الامم المتحدة للبيئة هذه الحملة من خلال التقرير الذي اعده حول الموضوع مستفيدين بشكل اساس من الصور الفضائية المستلمة من الاقمار الصناعية كما يقولون. غريب امر هؤلاء وازدواجيتهم المقيتة، فهم يتحدثون عن مشروع اروائي طبيعي تقوم به دولة ذات سيادة ضمن اراضيها وبموجــب اعتبارات اروائية وزراعية خاصة بها، على انه خطرعلى البيئة وينسون او يتناسون الجريمة البشعة التي سببها استخدام اليورانيوم المنضب في اراضي العراق وما نتج عنه من تدمير للبيئة لآلاف السنين القامة".
وتنتقد الصحيفة برنامج الامم المتحدة للبيئة الذي تصفه بانه "لم يسمع للرئيس الامريكي الصغير بوش وهو يعلن رفضه التصديق على اتفاقية كيوتو المتعلقة بالحد من اطلاق ثاني اوكسيد الكاربون في الطبيعة لان هذه الاتفاقية ضـد المصالح الاقتصادية الامريكية، وفي نفس الوقت لم يسمع او يقرأ المواطن في العالم عن مواقف برنامج الامم المتحدة للبيئة ما يثبت فعلا انها منظمة تعمل من اجل البيئة بشكل موضوعي وفاعل وبدون اغطية سياسية تحقق اهدافا استعمارية مشبوهة".
وتحمل الصحيفة على الكويت فتقول "حكام الكويت قلقون ايضا بسبب الاضرارعلى بيئتهم نتيجة تجفيف الاهوار في العراق دون ان يذكروا ما هي العلاقة بين بيئتهم النظيفة جدا وهذا الموضوع، وهم في نفس الوقت ليسوا قلقين على تدميرهم لبيئتهم نتيجة استخدام حلفائهم واسيادهم الامريكان لليورانيوم المنضب في اراضيهم".
وتضيف الصحيفة "يبدو ان التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول تحت لافتة حقوق الانسان لـم يعد كافيا او فاعلا بسبب تنامي الرفض الدولي لهذا التدخل لتناقضه مع سيادة الدول واستقلالها، لهذا نراهم يلجأون الى صيغ ولافتات جديدة كغطاء للتدخل، و يبدو من الواضح انهم وقد وجدوا في موضوع البيئة لافتة اخرى لهذا الغرض، لكن الازدواجية فـي التعامل مع هذا الموضوع تؤدي الى فضائح ليس بمقدور احد اخفاءها او تجاوزها خاصة بعد ان علم العالم ان امريكا ومعها الغرب يشكلون اكبر مدمر للبيئة على مستـوى العالم اجمع وبصيغ واشكال مختلفة".
وتعتبر الصحيفة (تقول بغداد انها لا تمثل سياستها) انتقاد الهيئات الدولية للحكومة العراقية "غطاء لنهب اموال العراق" معلقة " السبب الآخر لهذه الحملة هو المساهمة بعملية النهب التي تمارسها لجنة التعويضات لاموال العراق".

*نشر الموضوع في "الحياة" بعد يومين من نشر "بابل" رأيها في 19 / 8 / 2001    



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM