وتركت اضيقها عليّ... بلادي*

تاريخ النشر       02/12/2009 06:00 AM


 

الى اخي قاسم

النعناع اشمه في فراتك المخضب
النعناع اخضر على جبينك وقد ادماه الرصاص
الدموع خضر تبلل وجنتيك
الصمت ثقيل والعراق كئيب
الطريق مخضب الى " مقبرة السلام "
الطريق هادىء من " مقبرة السلام"
هدوء تابوت لا يدري
اي جسد مضيء نام فيه
واي أمل تفتقده البلاد الآن ؟
ناح الجمال عليك وانكسرت غصون الياسمين
اتراك اطلقت حسرة وهم يهرعون ببنادقهم اليك ؟
هل تملّك اليأس قلبك الذي غفت فيه الملائكة  ،
اهو من العدل ان نفترق ونحن في اجمل الكلام؟
اكان من الضروري اذن ان تسمل عيون الغد
كي يهدينا الطريق الى العراق؟
كان من الظلم ان تكون هناك ،
ان تظل حارسا لفجر
كان فيه من يعدّ الرصاص  لقتلك
لطالما شقت ذراعاك وانت تزرع ريفهم
فأوفوك سنوات الخصوبة ، بترعة  من دماء
لطالما حنوت على فجر ابنائهم
وكانت لاتسعك الأرض وانت ترمم مدارسهم
ردوا لك الجميل ،
فاطلقوا الرصاص على حيدرك الجميل
كنت اشرعت بيتك لهم سفينة فيما الأرض طوفان
فكانوا شجعانا اذ ذبحوا ضيفك وخلّك
اوسعت لهم الحقول فسدوا عليك الطريق
رفعت راية للبلاد فداس على صدرك
احفاد شمر بن ذي الجوشن
اكنت يائسا ، اقلت لهم بلطفك المعهود:
الحقول تسعنا جميعا ولم اقف حائلا
بين اياديكم وكمشة قمح؟
من المؤكد انك نظرت الى سماء الله
ودعوت : كن رحيما بولدي
ولترع ملائكتك ترعة في بيتي
،غفا على نعناعها اهلي
سكنت نسائم الصبح ، وضاقت بالدموع
ارواح محبين عرفوا غرين البلاد من يديك
انتحبت قلوب الفتيات في بيوتنا
فقد غاب حامل المسرة ، وتوارى حارس الضحكات
وذبح من في عتمة الليالي ، كان مفتونا بشمعة الأمل
غاب النبيل الأنيس
وظلت أكفنا مفتوحة بانتظار نعناع راحتيه
غاب الجميل
وعلت في البلاد سماء من توابيت
طاب البكاء في الثنايا ،
وطافت فوق بيتك الحمامات النائحات
والحبر نادى بعضه في صحفك
ونزل اسودا مسفوحا على منضدة
ضاقت لياليها بفكرتك
ايها الحر الحكيم
رغم محنة في كربلاء الا ان حسينا
آخى دمه بدمك وانت تطوف روضته
رغم الرصاص في النجف غير ان عليا
رمى عباءته على جسدك الذبيح
وانت في حضرته
يا أخي وميزان العدل في فكرتي
لطالما عطرتنا مواكب الحسين بماء الورد
كنت ل"القاسم " شبيها
وانا في كل عاشوراء
مرعوبا كنت من ذبح يطارد "اولاد مسلم"
عبد الأمير وقاسم وعلي ، حفاة نغيب الى كربلاء
دماء الحسين اجنحتنا ،
واشعار امي في مديح زينب
تخضّب ارواحنا
اتراك اليوم جناحي وان كان كسيرا
اتراها امي قريرة العين وانت تنام
حتى يوم الله بين يديها ؟
هل ستبلغها خوفك عليّ
هل سترد عليك بقلبها الخضيب وتقول:

 
لم اهنأ به ولم تكن الأيام رحيمة بشموعه،
لا بيت آواه هنا ، لا سماء امطرت املا بين يديه
اكتفى من البلاد بالحروب ، ومن السفر بالغرباء
عبد الأمير وخديجة وقاسم : اي شموع سترتعش
وهي تتكأ على قبوركم
اي اجنحة ستأخذني اليكم
اي ذبح ينتظرالقلوب الرحيمة ؟
اي موت بهيم يحيق بالعراق
اي بلاد تنزل فيها السماء كحجر ثقيل
على اكتاف المحبين ؟
عبد الأمير وخديجة وقاسم وعلي :
حفاة ابديون الى كربلاء
ونار ابن ذي الجوشن
تستعر لهبا في اعالي الفرات

عمّان 5حزيران – 15 تموز 2004

*العجز من بيت للشاعر الشريف الرضي في رثاء شقيقه
ضاقت عليّ الأرض بعدك كلها       وتركت اضيقها عليّ بلادي



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM