الى سوناتا
بلادك ايها المجنون وان ضاقت ارضها بوردة بلادك ايها المفتون وان ندرت في قلبها اغنية تواسيك ايها العابر الوحيد بلادك ايها المثخن بجراح الأمل بلادك ثم لحنك السوناتي الحزين ثم بلادك وان سدت افقها سحب من عمائم ومن ملثمين ، بلادك وان اغلقت نوافذها سيوف وان ضاقت سماؤها بلادك ثم لحنك الشجي ثم قبور احبتك بلادك ثم ذراعها ثم اغنيات اليائسين ثم بلادك وان جثت عربات احلامها عند فجر محترق بلادك ثم ورودها ثم بلادك وان احالت بابلها الى جنائن الموت المعلقة ،
بلادك ثم حبيبتك ثم بلادك وان عجنت طين فجرها بدم اولياء ودموع طاهرات هذه جمهورية ارامل ، بلادك ثم اسيرة روحك ثم جمهورية الخوف بلادك ثم قرنفلة في الكرخ صادقت الندى الطالع من صلاة الفجر ، ثم بلادك وان كان اعذب قلوبها في المقابر ، بلادك او عذابك بلادك او يأسك بلادك او رماد آمالك ،
بلادك ثم انيستك فرقيقة احلامك ثم نهر احزانك بلادك ايها المعذب الشريد بلادك ايها المستجير من نار منفاها برمضاء واديها بلادك ثم حطابة الذكريات في غابة روحك ، ثم بلادك وان جفت ثياب عشاقها وان تكسرت اجنحة حماماتها وان غادرت الملائكة مدنها المقدسة
بلادك ثم يدها وهي تشذب اشواكا غطت ورود قلبك، ثم بلادك وان جرحت الشظايا ذراع مريم في كنائسها بلادك ثم اميرة قلبك ثم الليل المتكدس في بغداد، ثم بلادك وان توقفت ايامها في محطات تائهة ، وان اكتفى " الريل" بصدأ الحديد ، وان مات " حمد" بلادك ايها الخاسر في حديقة منتصرين انذال، ثم ورود سوناتا والهديل في خاصرتها بلادك ثم الأمل في شفتيها كشمس في نهار بارد، بلادك ثم قداسها الجنائزي ثم بلادك وان بدا انتصارها باردا كسماء وطن مهزوم بلادك وثم راهبة الأمل في مدائن انكسارك ثم بلادك وان بدت شمعة مسيجة باسلاك شائكة بلادك وإن كانت ارض حرام على السعادة ثم اميرة قلبك سوناتاك وان كانت الحياة طبولا في مدن فارغة الرقة المتبقية فيك وإن كانت طريقك تيه الى بلادك ، هي اعذب ياسمين بغداد واعمق ضفافها حزنا
بلادك ثم شبوي المحبين ثم احتراق بيتك ثم بلادك وإن كانت آمالها يباب الطريق من هيت الى عرعر بلادك ايها المحزون ثم طواحين خوفها ثم خساراتك بلادك ايها المكتظ حنينا ويأسا وشوقا وحبا بلادك حين ينضج عسل غدك في مرارة راهنك بلادك حين تغني ثناياك بوحي سوناتك بلادك جنائن سرية وآمالك موجزة في زنبقة سوداء بلادك تنهض من رماد قلبك بلادك ايها المجنون فأميرة احلامك
سوناتا هي آخرالأغنيات في بغدادك هي آخر الرقيقات الأنيسات تتحطم اشرعة غدها ، لكنها ... تبتسم
بغداد آب 2004
|