زنبقة سوداء
كانت تغني دون ان استمع اليها
تغني وانا امر سريعا على بابها الموارب
كانت تغني دون ان اطرب اليها
زنبقة سوداء كانت تشدو في الممر الطويل الصامت
الآن امر في المكان ذاته ، لم تعد الزنبقة تشدو
غير انني اسمع غناءها الشجي
ثياب امرأة
احمل ثيابها فتنبض اسرار بين يدي
هنا استدار ثديها وارتجف عنقها
هنا اثر من عناق جفت رياحينه
هنا حدائق مسيجة
وهنا جوري ينتظر
وهنا عطر جسد يضوع ، فينفطر قلبي
وحيدة في رياض رقتها
وحيدة تشغل جمهرة من الصاخبين
وحيدة ، تدرك فضيلة الشموع
وحيدة بقلب شجاع ،
تهتز المدينة على وقع القذائف
لكنها تمنح شفتيها ليائس
يضيء قلبه بدموع وتسجنه ذكرى
نزل على قلبها رماد كثير
نزل على اكتافها غبار كثير
بين يديها مرت جنازات
وبين جدران بيتها شاخت سنوات الصبا
غير انها تمنح المدينة قلبا رقيقا
هي ترتجف بين يديه
فيما المدينة نهب "المطرقة الحديدية"
هي تغني كزنبقة سوداء
فيما كلاب الحروب تقذف عواءها
فتجرح ضفة دجلة ، و يبكي عاشق وحيد
نزل على قلبها رماد كثير
غير انها شموعها خضر معطرة
تمنح المدينة قلبا رقيقا
سمراء تشبه حزنا عراقية
رق حزننا فصار امرأة سمراء وحيدة
رقت ورودنا فصارت "شبوي" في بيت انيس
رقت قلوبنا فصارت امرأة سمراء وحيدة
رقت حدائقنا فصارت "رازقي"
كنا نضعه خلسة في دفاتر صديقاتنا
الأمل رقت انامله وصار
امرأة سمراء تشبه حزنا عراقيا
بغداد كانون الاول 2003