الى شاعر عراقي

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       02/12/2009 06:00 AM



1
اوهمتني انك تحمل المظلات
وتنتظر متعبين على رصيف منسي
كي تمنحهم ورودا ،
اوهمتني انك ماتزال تتذكر اغنية فيكي لاندروز
" مهما تمر الأيام يا صديقي "
خدعتني : انك ذلك المرتعش بحثا عن لذة تحت المطر
، كنت انام تاركا شموعي ،
تحرسك وانت تعود الى بيتي ثملا
ضاقت بي الأرض ، فوجدت ملاذي خلف الحدود
ساءك ان اكون حرا وطليقا
فهبطت عليّ في مدينة السلالم العالية والحجر
، خلعت قميصك وقلت لي ليس هذا جربا
انما جرحا في عنقي
.
 
2
اوهمتني باصدقاء في بلاد هاملت،
اشركتك في جنة منفاي
وقرأت لك اسراري
ودفعت بك من خلف اسيجة الخجل الخادع
الى حدائق النور ، وغمرتك بشمبانيا
و ان تخرج من ظلامك الى خاصرة امرأة تضيء
وانك وصلت الى مكان آمن يتسع لكلينا
لولا شاعر من  السماوة يكتب بلغة ريلكة
جعلتني اذرف دمعا حين سألتك
مالي اراك حزينا ، فقلت : مات ابي
لم يمت احد  ، ولم يرتفع عويل
، غير انك من القسوة  والبراعة
حد ان تقتل الأب كي تظفر بمئتي دولار
لعزاء متخيل في الناصرية
3
سألتني ونحن في مطعم عراقي
كان فيه صوت الساهر يغني : لا "ياصديقي"
ما سرّ اعجابك باغنية عن غدر صديق،
لم اكن اعرف وانا اسهب في جمال اللحن
انك تبني برجا للخيانة،
كنت تسكر على حسابي
وتشاهد افلاما اباحية على حسابي
وتشتري دواوين سركون بولص
كي تسرق لغتها على حسابي
وتستقبل  اقرانك الجربان  على حسابي
لكنك في الليل رشيق اليد  في حافظة نقودي
قلت لك ما سرّ وجودك في كركوك وانت ابن الجنوب
فخدعتني بربو يخنق انفاس زوجتك
كلما احتضن  الغبار بيوت الناصرية ،
كنت ابن الخديعة ، حين طرد وجودك
كرديا من بستانه التي صارت " دوميز"

 
 
4
فتحت اوراقي السرية وبقسوة ،
انتزعت صفحة ستلوح بها ضدي في جنة  الشيطان،
حيث عدت  ظافرا بمال  ،
كنت خدعتني انك تحتاجه كي ينام اولادك مع دببة وطيور
سرقتني كلص محترف،
لم احزن لمال
ولم احترق لفواتير تلفونات الكذب مع زوجتك
ولم انكسر ،
بل حزنت على اصدقاء قد اكدر ذكراهم
حين ارنو الى اسمالك في غرفتي
والى دفاتر كنت تسجل فيها دنانير سرقاتك
، وتوثق خديعة العمل بائعا للخضار
كيف لم تخجل من لون الريحان وعطره ،
كيف اخفيت خنجرك في  البقدونس والبرتقال
 
5
لم اقفل بابي وظل بيتي انيسا بغناء الناس
غير انني تيقنت : أي هوان يصله الشعر
حين رقته تغدو ستارة للخيانة
واي جنائن معلقة في سماء كاذبة
يرفعها الكلام
، ممتن لك في درس
ان لامجد لفكرة غير حرارتها على الأرض
وان لاصدق في الشعر عماده اللغة ،
ممتن لك في ريبة ستوصلني
الى حقيقة دامية : كم من الشعراء
كذابون وجديرون بالخيانة امثالك
مثلما لم اقفل بيتي
تعلقت بالشعر ، صدقا
لاتعرفه  ايها  الأجرب العنق


بغداد 3حزيران 2003



 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM