في حفلها بواشنطن العام 2008: سينوغرافيا تعكس وعيها التشكيلي
واستطاعت المغنية تيرنر ان تطبع اغنياتها في المجموعة بطريقة اداء تعبيري قوي، قام على خبرات الصوت، والتعامل بروحية مع اللحن والكلام، وضمن هذا الاداء قمت اغنية
Let stay together التي اعيدت بطريقة تقديم جديدة، كذلك الحان حين اعادت تقديم اغنية فريق البيتلز الشهيرة Help، او حين اضافت لمحة خاصة من صوتها وحشرجته المنفعلة في ادائها اغنية 1948 المقامة اصلاً على احداث رواية لجورج اورويل وبالعنوان نفسه، وكانت الاغنية قد قدمها المغني دافيد باوي عام 1973.
ومن الاغنيات التي كتبت لتينا تيرنر بالاصل وقدمتها بطريقة غاية في الاتقان، اغنية
Whats love got to do with it التي اظهرت فيها تيرنر قدرة واضحة على تقديم لحن معاصر وجذاب وتأكيداً عى ريادتها في اداء الحان الروك القوية، قدمت لمسة في اغنية
Be good to me وكأنها في آخر اغنيات المجموعة وعبر اغنية تضمنت عناصر جودة عديدة اكان ذلك في البناء اللحني ام في الاداء والكان ارادت ان تقول: انظروا واستمعوا جيداً هذه اغنية حقيقية لمغنية تريد ان تقول شيئاً بعد طوال صمت، وهي كذلك فعلاً فأغنية
Privat dancer التي منحت المجموعة عنوانها، كان لها من القدرة بحيث حفرت اسم تينا بقوة في الاغنية الغربية خلال الثمانينيات.
وفي ربيع عام 1985 منحت تينا تيرنر بثلاث جوائز "غرامي" والتي تعادل في شهرتها جائزة الاوسكار، وذلك عن افضل اغنية Whats love وجائزة افضل صوت نسوي يؤدي الحان الروك عبر اغنية Be good to me وجائزة افضل مجموعة غنائية، ومن جوائز "غرامي" الى اضواء السينما، حيث ادت في عام 1985 دوراً مقنعاً في فيلم المخرج الاسترالي جورج ميلر الذي كان الجزء الثالث من فيلم "ماكس المجنون"، وكان بصحبة تينا، الممثل المعروف ميل غيبسون. ولان تينا تيرنر جاءت الى الفيلم بصفتها مغنية، لذا كان لابد من اتمام المشهد على هذا الاعتبار، وغنت في الفيلم اغنيتين We dont need another heroواغنية
one from the living وقد صورت الاغنيتان على شريط فيديو بمؤشرات قريبة من اجواء الفيلم وبابهار قارب ما هو "تحت قبة الرعد" كما يقول العنوان الثانوي للفيلم.
بعد نجاحها المؤثر هذا، تواصلت تينا تيرنر في قطف ثمار حلة عمل طويلة، وكانت مجموعتها طويلة، وكانت مجموعتها اللاحقة تمضي بذات الاتجاه، وان بتدفق بطيء، وجاء المجموعة بعنوان Break all the rollsوفي اغنياتها ما يذكر فعلاً بموحيات العنوان حيث السيدة القوية الصوت والنبرات العالية.
ومن اللحن الايقاعي المثير Typical male الى الهادىء المتوفر في شحنة عاطفية متأججة The right man is coming مروراً بالاغنية التي تأخذنا فيها تينا تيرنر على متن مركبة سريعة نحو مجاهل الاحاسيس وهي اغنية Over night Sensations وتعدو تينا خلالها مع الانغام محطمة بذلك قواعد واصولاً عديدة تشكل منها القالب التقليدي للاغنية!
وفي عام 1987 بلغت تيرنر عامها الخمسين لكن ذلك لم يحل دون استمرارها في منطقة (التوهج) كما تقول احدى اغنياتها فصدرت لها في خريف ذلك العام اسطوانه مزدوجة تسجل تلك الحفلات الصاخبة التي احيتها في العديد من المدن والاوروبية.
تينا تيرنر العام 2008: أنوثة تغني في السبعين!
واغنياتها (الحية) تبدو شديدة الاختلاف عن تسجيلاتها في (الاستوديو) فهي تخرج عن اللحن وتطيل في بعض الفقرات بطريقة تعتمد على سطوة حضورها القوي وتأثيرها على الجمهور الكبير، انها تستعين بفريق موسيقي لا يقل هو الاخر عنها، قوة فنية، وهي غالباً ما يتكون من رجال يتسمون بفظاظة تمنح الالحان (قوة) من انفعالاتهم اثناء العزف ويختلط كل ذلك بانفعالات المغنية تينا وحركاتها الراقصة لتتم بذلك لوحة من مشاعر قوية ومؤثرة.
وجذب نمطها في الاداء الغنائي الحي اسماء كبيرة في النغم المعاصر لتشاركها الغناء، مثل دافيد باوي حين اشترك معها في اغنية Lets dance والمغني الكندي برايان ادم الذي وقف الى جانبها مغنياً وعازفاً على الغيتار في اغنية Its only love .
ولم تتوقف تينا تيرنر عن ابتكار اغنيات بدت تشبه روحيتها المتمردة وان شابها شيء من الهدوء، وفي التسعينيات قدمت اغنيات مثل The Best و windows steamy وهذه ذكرت باشياء كثيرة تختزنها تيرنر، وعادت مع عام 1995 الى لائحة اكثر الاغنيات مبيعاً وذلك عن اغنيتها Golden eye في فيلم بالعنوان ذاته من سلسلة افلام جيمس بوند.
ان امرأة قوية بروح لا تعرف الهزيمة مثل تثينا تيرنر، لا يبدو غريباً عنها ان تنتقل في ترجمة مشاعرها من الغناء الى الفن التشكيلي والرسم تحديداً، فهو مؤشر آخر على ذائقة تجدد رغم اثر سنوات طويلة قاربت الستين!
* نشرت في صحيفة "الرأي" 28/11/1997