خالد محمد علي: مؤلف موسيقي من طراز رفيع
وجمع محمد علي هذه المقطوعات في شريط صدر له في العراق عام 1994 وحمل عنوان احدى المقطوعات "اوتار حائرة" ويوزع حاليا في عدد من الدول العربية وشاركه في عزف تلك المقطوعات ضمن اوركسترا مجموعة من خيرة عازفي العراق امثال الفنان محمد عثمان صديق، الاستاذ حاليا في المعهد الوطني للموسيقى وقائد الاوركسترا التابعه له، والفنان الموسيقي والمغني رائد جورج شارك في توزيع عدد من المقطوعات الفنان عصام الحكيم.
وبعد تلك المجموعة، كتب "انتظار" وهي مقطوعة موسيقية تعبيرية حرة، قاربت هواجس الانسان العراقي بين ازماته المتعددة، وانهى منذ فترة تاليف مجموعة "سماعيات" جاءت وفق: "سماعي شرقي رست" "سماعي حجاز" "سماعي بيات" "سماعي كرد" اضافة الى موسيقى لالة العود بعنوان "حديث الاوتار" ومقطوعة "لونغا رست" التي جاءت وفق نغم "السوينغ" الايقاعي السائد بين الاميركيين السود، كما انتهى من كتابة اول "بشرف" بعد رحلة مميزة في كتابه "السماعيات" ويذكر ان "البشرف" و "السماعي" هما القالبان المعروفان لكتابة الموسيقى العربية.
والى جانب كتابه الموسيقى الالية الصرفة، كتب خالد محمد علي الموسيقى التصويرية لاعمال في التلفزيون مثل: "الاميرة ذات الهمة" وهو مسلسل اردني-عراقي مشترك ومسلسل اردني اخر بعنوان "الاصرار العنيد" اضافة الى موسيقى مسلسل "الغريب" وكذلك لاعمال في السينما الوثائقية في العراق وتونس.
وكان الفنان خالد محمد علي قد اقام لفترة في تونس بعد نهاية حرب الخليج الثانية عام 1991، وخلالها لحن للفنان لطفي بشناق قصيدة "من اليوم تعارفنا" التي كتبها (البهاء زهير) كما لحن اغنية للمطرب التونسي صالح حميدات.
واذا كان خالد محمد علي مؤلفا موسيقيا فهو عازف بنفس القوة على الة العود وحتى الة الكمان، فهو يرى اهمية مرانه ودربته على الة العود كعازف لاتقل اهمية كتابته للموسيقى، وعنده العزف اقرب (للروحية) بل يراها تتقدم على (التقنية) وذلك لان الة العود هي الة طرب اولا، ولكنها تصبح ايضا الة تعبير، لكنها تظل قبل كل شيء-حسب خالد محمد علي-صنعت لاجل تقديم موسيقى طرب شرقية وعربية اصلية.
ويجد محمد علي نفسه كعازف عود عبر ماتحصل عليه من خبرة وتجربة متميزا عن الذين سبقوه من عازفي العود العراقيين حيث اصبح له اسلوبه الخاص الذي جمع بين (الروحية) وبين (القضية) ولكنه عرف لعنايته بالصفه الاولى في عزفه وفي موسيقاه ايضا التي بدت مميزة من لدن الكثير من المستمعين.
ويعتقد الفنان محمد علي الذي ولد بمدينة الموصل شمالي العراق عام 1960 وتعلم بطريقة عصامية الموسيقى والعزف على العود والكمان وكتابة وقراءة النوته الموسيقية، ان الة العود الة عريقة ومهمة ويجب الحفاظ على طريقة العزف فيها وان ينجز عمل مترابط لايصالها الى كل ارجاء العالم فهي الة متكاملة بامكانها ان تؤدي الالحان العربية وبعض الالحان العالمية، وان ينجز لها مدونات مكتوبة وطرق للعزف عليها مدروسة بعناية وتصبح مراجع في المعاهد والمدارس الموسيقة، ودأب خالد محمد علي اعتمادا على هذه الناحية على كتابة وتوثيق جميع اعماله الموسيقية لالة العود وابعاد صفة الارتجال التامة عنه، فيما يحفظ الموسيقى ويجعلها تعيش اصيله وسط فوضى واشكال هجينة نعيشها اليوم هو توثيقها في مدونات.
*متابعة نشرت في صحيفة "الرأي" 16/4/1998