الموسيقى العراقية في نهايات القرن العشرين 3

تاريخ النشر       26/11/2009 06:00 AM


" فرقة العود": أي ملامح لمدرسة عراقية في العزف على الة بشير وشمة؟

عمّان- علي عبد الأمير
مع ان مدرسة العود العراقية صارت بملامح معروفة رسختها تجارب الأخوين جميل ومنير بشير بعد اتصال عميق مع اسلوب المؤلف والعازف التركي الأصل الشريف محي الدين حيدر ، واغتنت مع روحية وشغف تجديدي من نصير شمة وخالد محمد علي الا ان آلة العود ظلت آلة فردية تكتسب غناها التعبيري من وجودها مكتملة بذاتها وبنت شخصيتها على هذا الأساس الفردي ، وظلت نادرة تماما محاولات اظهار الآلة وفق مفهوم جمعي " فرقة العود" ( 15-20) آلة وحتى تجربة الراحل منير بشير في تكوين مثل هذه الفرقة اثناء اشرافه على الحياة الموسيقية في العراق للفترة من 1972-1992، مالبثت ان توقفت مع النتيجة التي توصل اليها صاحب الإرتجالات الفذة على آلة الفارابي وهي ان" فرقة للعود لايمكن ان تتعدى في نتائجها غير الجانب التربوي لعازفين شبان اما الجانب الفني فلا وجود له مع مثل هذه الفرقة ، فالصوت يظل صوت عود واحد وإن كان يصدرعن 20 آلة " .
مع هذا اعادت "دائرة الفنون الموسيقية" في بغداد قبل ايام تشكيل "فرقة العود العراقية" وتولى العازف سامي نسيم الاشراف عليها لافتا الى ان " الفرقة تضم عازفين شباب ، وعددا من العازفين الرواد كضيوف شرف، منهم: علي الامام وخالد محمد علي وصفوت محمد علي وآخرين، وانها تقدم اعمالا موسيقية مكتوبة خصيصا لآلة العود من مؤلفين عراقيين معاصرين واعادة توزيع وعزف اعمال من الموروث العراقي فضلا عن اعمال عربية، وموشحات اندلسية ". 
 

فرقة العود العراقية: حلم في اوقات صعبة
 
وعن الملامح الفنية للفرقة يؤكد نسيم " نحاول ابراز مدرسة العود البغدادية التي بدأها الشريف محيي الدين حيدر وتلامذته: جميل ومنير بشير وغانم حداد وسلمان شكر، حفاظا على القيم الفنية والاسلوبية لهذه المدرسة التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي وتعتبر سابقة لعصرها، مبرزين الالة فنيا وتقنيا . وهذا هو الوجه الجديد في ابراز العود الذي حجمته الموسيقى العربية بمرافقة المطربين فقط، دون اتاحة الفرصة امام عازفه، لابراز مديات العود  وقدراته موسيقيا".
وحول الجانب "الجماعي" في آلة ظلت تكتسب ملامحها من فرديتها قال "سنواصل رحلة العود، لكن بطريقة غير فردية مثلما هو معمول بها سابقا، انما بطريقة جماعية كفرقة تؤدي اصعب المقطوعات بتوزيع معاصر ، وكانت من تجاربها الاولى حفل لقناة العراق الفضائية تضمنت مقطوعات "العصفور الطائر" لمنير بشير و"لونكا رياض" لرياض السنباطي، بتوزيع جديد و"سماعيات" ومقطوعة"الوان" لخالد محمد علي.
والعازف سامي نسيم استاذ في "معهد الدراسات الموسيقية" و"مدرسة بغداد للفنون التعبيرية"و له عشرات المؤلفات الموسيقية من بيينها "شناشيل" و"من وحي قيثارة سومر"و"قناديل بابلية".
 
*متابعة نشرت في صحيفة " الحياة" العام 2000


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM