في عرض ثنائي "سفراء الجاز الاميركي" ما الموسيقى.. اهي مهارات العزف ام تاثيرها العميق في الوجدان؟
يوصف موسيقيو الجاز عادة بانهم الاكثر اثارة للمرح ومنح حضورهم على المسرح لمسة ظريفة تساهم في ايصال انغامهم الى الجمهور. وهذا مالم يخرج عليه ماكندا ماكنتاير "من ثنائي سفراء الجاز الاميركي" على مسرح المركز الثقافي لكلية تراسنطة، حيث بدا بتعريف موجز للالات الهوائية التي سيعزف عليها.
من اجواء موسيقى الجاز
"الالتو ساكسفون"، "باص كلارنيت"، "الفلوت"، "الاوبو" و "الباسون" التي وضعها على كتفه بطريقة اصبحت عبرها سبيهة بالطريقة التي تحمل فيها الـ R.BG7 وقال: هذه مجرد وسلية لتذكيركم بالة الباسون ومن اجل ان لاتنسوا شكلها حين تذكر مرة اخرى! والى جانب ماكنتاير كان هناك عازف الغيتار ستيفن سميث في الثنائي الذي قدمه المعهد الوطني للموسيقى بالتعاون مع المركز الثقافي الاميركي، وبذلك تجاوزت الة الغيتار مع مجموعة من الالات التي وقع عليها ماكنتاير لمسات من براعة في العزف حاولت ان تنقل روح موسيقى الجاز عبر مؤلفات كتب بعضها وكان البعض الاخر من تاليف موسيقيين كبار في عالم "موسيقى الجاز والبلوز" ذائعة الضيت في الولايات المتحدة اولا ثم في العالم ثانيا "انتشرت بعد الخمسينيات والستينيات" . حملت المقطوعة الاولى عنوان: WELCOME وعزفها لوحده ماكندا ماكنتاير على الالتو ساكسفون، وحملت في انغامها طابعا تهكميا من الضجيج الذي اصبح سمة عصرنا وكيف انه يحاول كتم التلويحات الرقيقة. بينما اشترك سميث في المقطوعة الثانية HOME التي بدات مع الغيتار، ثم دخل ماكنتاير عازفا على الة الاوبو التي تشبه المزمار عندنا الى حد ما وعبر الحوار وبين الالتين تصاعدت انغام حادة وناعمة في ان، حاولت على مايبدو تقريب صورة عن البيت او الوطن . وانتقل الثنائي الذي يقوم بجولة ضمن جولات السفراء الجاز الاميركي التي عرفت بتيارات واسماء واساليب موسيقية الى عزف مقطوعة بعنوان "الروح والجسد" ظهر عبرها التالف مرة والتضاد مرة اخرى، عبر تجسيد من الة الغيتار بلمسات عزف ناعمة لستيفن سميث ومن الة "الباص كلارنيت" حسب مهارة في عزف ماكندا ماكنتاير. ووجود الة كالغيتار الكلاسيكي توحي برومانسية وتامل الى جانب الات عزف هوائية قوية في حضورها وترتبط بالذاكرة في مرافقتها للفرق الكبيرة، جعل موسيقى الثنائي اقرب الى اظهار مهارات العزف منها الى عرض موسيقي قائم على اظهار ما في اشكال "موسيقى الجاز والبلوز" من مشاعر انسانية عميقة يمكن للانغام تصوغها، وهذا ماظهر بشكل حقيقي في مقطوعات SHAW NUFFH DON’T I BREAD FRUIT حيث استمع الجمهور وتعرف على اساليب ومهارات تقنية في العزف دون ان يتمكن من ربطها في نسيج يحمل التاثير الروحي للموسيقى وليس "الانبهار باساليب العزف". والثنائي الضيف عبر ماكنتاير وسميث عرفتهما مسارح ومناسبات واساليب ظهور موسيقية في اوروبا، افريقيا، واسيا الى جانب الولايات المتحدة، اضافة الى كل من ماكنتاير وسميث له حضوره الموسيقي الفردي المميز، فللاول 11 اسطوانة تحمل مؤلفاته وطريقته في العزف، وللثاني حضور في فرق ثنائية او ثلاثية او رباعية قدمت انماطا من موسيقى الجاز. *متابعة نشرت في "الرأي" 21/10/1998 |