صلحي الوادي يقود الاوركسترا السيمفونية الوطنية السورية

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       22/11/2009 06:00 AM


صلحي الوادي يقود الاوركسترا السيمفونية الوطنية السورية:
الاشواق الطائرة لموتسارت ونشوة شتراوس ومابينهما آلام بتهوفن

عمان – علي عبد الامير
احيت الاوركسترا السيمفونية الوطنية السورية في حفلها الذي نظمه المعهد الوطني للموسيقى في قصر الثقافة قبل ايام في عمان ، الامل بملامح تقارب الاتقان للموسيقى الكلاسيكية وتقدمها اوركسترا عربية ، ويما يجعل الموسيقيون العرب غير بعيدين عن التواصل العميق مع الارت الموسيقي الرصين الممثل بنتاجات القرون الثلاثة الماضية في الغرب .
وبرغم مهارة وبراعة الفنان الكبير صلحي الوادي كاسم مهم بين الموسيقيين العرب ، الا ان جهده في تكوين هذه الاوركسترا وقيادتها والوصول بها الى مستوى لافت لايقل عن مستوى اوركسترات عالمية، يعتبر مؤشرا اخر على نجاح الوادي في تتبع سيرة موسيقية رفيعة .
 

صلحي الوادي: روح عراقية وجدت مستقرها في الشام 

بدأت الاوركسترا (نحو 100 عازف وعازفة) "افتتاحية الناي السحري" التي تعكس من خلالها ولفغانغ اماديوس موتسارت (1756-1791) اشواقه الطائرة، فثمة بهجة وقدرة على رسم حياة تعاند اليأس، وتدفع الأنسان على مواجهة الصعاب بما في داخله من قوة روحية مجبولة على التفاؤل. لحن الافتتاحية السريع لايخلو من هدوء ليشير الى مزاوجة بين التفاءل والفكر، فيما امكن ملاحظة وتريات الاوركسترا وهي تبدع في عزف هذه المقطوعة الغنية الروح .
واذا كانت"السيمفونية الخامسة"التي تعد اكثر اعمال العبقري لودفيغ فان بيتهوفن (1770-1827) شهرة في العالم ، فانها ظلت تمثل تحديا للاوركسترات السيمفونية (العربية على وجه الخصوص) لما فيها من استخدام واسع للالات الهوائية التي لم يسجل للموسيقيين العرب براعة لافتة فيها، وظلت تلك الالات تشكل (نقطة الضعف) في غير اوركسترا سيمفونية عربية ،غير ان الاوركسترا السورية استطاعت تجاوز هذا الضعف بالتدريب المكثف وبوجود الخبراءالاجانب، وتتمكن من ان تعزف"السيمفونية الخامسة"وبالذات حركتها الاولى،التي تصدح بها الهوائيات بوفرة لتشيرالى آلام قصدها بيتهوفن : النذير والخوف والتحدي  ايضا .
وفي القسم الثاني من برنامج الحفل الضخم ، عزفت الاوركسترا مقطعين غنائيين ادتهما بالاداء الصوت الجميل السوبرانو السورية تالار كرمنجيان التي تلقت علومها في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وتدرس حاليا فيه .
غنت تالار (اريا) من "اوبرا روزلكا" للجيكي انطون دفور جاك (1841-1904) كما غنت اريا (مقطع غنائي) من "اوبرا لابوهيميا" للايطالي بوتشيني. لتؤكد ان مقاربة عربية وسورية وسورية ممكنة لفن الغناء الاوبرالي .


من حفل الاوركسترا السيمفونية السورية في عمّان
 
واختارت الاوركسترا ان تعزف "لحنا وطنيا روسيا" بكل معنى الكلمة ، لا لان مؤلفه هو بيتر تشايكوفسكي(1840-1893)الذي يعتبر احد رموز(المدرسة الروسية الوطنية) ، بل لانه يصور كيفية اندحار نابليون في غزوة للاراضي الروسية . عمل تشايكوفسكي الذي حمل عنوان"افتتاحية 1812"عمل تعبيري، مكتوب اصلا لتتضمنه ايقاعات ودوي مدافع ورنين اجراس كنائس تقرع، وهو ماحاولت الاوركسترا الايحاء به عبر اتقان ضاربي الالات الايقاعية المختلفة فيها .
وازاء الحفاوة التي قوبلت بها الاوركسترا السيمفونية السورية من قبل الجمهور النوعي والكبير الذي حضر حفلها وصفق لها بحرارة، قدم المايسترو صلحي الوادي شكره وامتنان اعضاء الاوركسترا ورد على الحفاوة بان قدم مع الاوركسترا مقطوعة حافلة بالنشوة والعذوبة الايقاعية هي "الدانوب الازرق" لشتراوس .


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM