جمهور نخبوي وموسيقيون مترددون واعلام متقاعس

ِعلي عبد الامير

تاريخ النشر       22/11/2009 06:00 AM


حال الموسيقى الكلاسيكية في الاردن صدى لازمتها العالمية
جمهور نخبوي وموسيقيون مترددون واعلام متقاعس

عمان- علي عبد الامير
لاتبدو حال الموسيقى الكلاسيكية في صورة حسنة اردنيا، فجمهورها يكاد ينسحب شيئا فشيئا فيما الحفلات التي تشهد تقديمها لا يحضرها الا جمهور قليل اغلبه اجانب من الدبلوماسيين والمراكز الثقافية التي تنظم مثل تلك الحفلات، وتغلب على اجوائها لقاءات اجتماعية، ولتحشر هواجس موتسارت واسئلة بيتهوفن وكآباته في لغط الاجواء الاستعراضية.
الاردنيون قلة بين رواد مستمعي الموسيقى الكلاسيكية، وهم بالكاد يحضرون حفلات "اوركسترا المعهد الوطني للموسيقى"حين تتضمن عروضها "سيمفونيات" او حركات منها او "كونشرتات". ويبدو ان ضعفا في الثقافة الموسيقية الرصينة هو الذي جعل الموسيقى الكلاسيكية رغم رفعتها وتاثيرها الروحي العميق، تنسحب من بين لائحة اهتمام قطاع من المتلقين، بدا ماخوذا بما هو عابر وشائع في النغم.

حفل "كلاسيكي" في جرش
 
واذا كانت اوركسترا المعهد الوطني للموسقى، تجتهد في تقديم اعمال من الموسيقى الكلاسيكية على مدار السنة وان ظلت قليلة، الا ان مؤسسات تعليم الموسيقى وتدريسها الاخرى في الاردن نادرا ما تقدم نشاطا فنيا بحتفي بالموسيقى الكلاسيكية كما هي الحال عند "الاكاديمية الاردنية للموسيقى" و "جامعة اليرموك- قسم الموسيقى" فضلا عن العديد من المراكز الاهلية، وهي بامكانها ان تتفق على موعد محدد لتقديم حفلتين على الاقل سنويا يجتمع فيها ابرز العازفين الدارسين ليظهروا مدى اتقانهم فنون العزف ومدى استجابتهم للاثر الروحي للموسيقى الكلاسيكية.
وتتحمل وسائل الاعلام قسطا كبيرا من مسؤولية التراجع في تذوق الموسيقى الكلاسيكية، ولولا بعض ما يبثه القسم الفرنسي من اذاعة عمان FM لبدا مستحيلا التعرف على نغمة واحدة من ملايين تكاد تملأ الاثير في العالم، ويبدو ان التلفزيون نسي تماما ان هناك نتاجا ثقافيا وفنيا رفيعا تمثله الموسيقى الكلاسيكية حتى انه بترفع حتى عن الاعلان عن حفلة تقام هنا او هناك في عمّان، ناهيك عن خلو برامجه وحتى الثقافية والفنية من اي عناية بالموسيقى الكلاسيكية.
وفي حين تنشط المؤسسات الثقافية والفنية في تظاهرات شهرية وسنوية، فانها نادرا ما تلتفت الى اثر الموسيقى الرفيعة، والكلاسيكية منها تحديدا، ولولا بعض النوافذ في "مهرجان جرش" ومواسم "دارة الفنون" التابعة الى "مؤسسة شومان" لتم اغلاق صفحات واحد من الكتب المهمه في تكوين الذائقة الروحية والفكرية لبني البشر: صفحات كتاب الموسقى الكلاسيكية.
 غير ان هناك من يقول ان الموسيقى الكلاسيكية لم تعد مسموعة على نطاق واسع حتى في بلدانها الاصلية التي شهدت نشوء روائعها، وهذه حقيقة تجد مؤشراتها على الارض، فلم تعد مبيعات الاسطوانات المسجلة للاعمال الكبيرة تسجل ارقاما كبيرة، وصارت الاوركسترات الكبيرة والصغيرة على حد سواء غير قادرة على تمويل ذاتها دون دعم مباشر من الحكومات، ولولا ذلك الدعم لماتت فرق واوركسترات معروفة في غير منطقة في العالم.
*نشرت في "الرأي" 17 تشرين اول 2001


 

 

 

Copyright ©  Ali Abdul Ameer All Rights Reserved.

Powered and Designed by ENANA.COM